الإعجاز العلمي في السنة النبوية : في جسم الإنسان 360 مفصلا
د0 زغلول النجار
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين السيدة عائشة ( رضي الله
عتها ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله، وحمد الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرا من طريق الناس، أو شوكة أو عظما عن طريق الناس، وامر بمعروف، ونهي عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة سلامي فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار" صحيح مسلم: ( 1007)، 2/698
والسلامي هي المفصل ( وهي اسم للواحد وللجمع معا ) وقيل أن السلامي والسلاميات هي في الأصل عظام الإصبع وسائر الكف، ثم استعملت للتعبير عن جميع عظام البدن، ومفاصل تلك العظام ( أي مواضع التقاء العظام بعضها مع بعض ) واغلبها متحرك، ولكن بعضها ثابت كمفاصل جمجمة الرأس0
ومن الثابت علميا اليوم أنه بدون هذه المفاصل في جسم الإنسان ما كان ممكنا له أن يستمتع بوجوده في هذه الحياة، ولا أن يقوم بواجبات الاستخلاف فيها، ومن هنا كان على الإنسان واجب الشكر لله تعالى في يوم على هذه النعمة التي تشهد للخالق سبحانه وتعالى بروعة التقدير في كل خلق0
والأمر المعجز في هذا الحديث أن يحدد المصطفى صلى الله عليه وسلم عدد مفاصل جسم الإنسان هذا التحديد الدقيق في زمن لم يكن متوافرا لأحد من الخلق أدنى علم بذلك، والغالبية الساحقة من الناس اليوم في مطلع القرن الحادي والعشرين لا تعرف ذلك، بل إن عددا من أساتذة الدراسات الطبية لا تعرفه00!!
حتى تحدد مؤخرا أن عدد المفاصل في جسم الإنسان هو ثلاثمائة وستون مفصلا كما حدده المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) من قبل أربعة عشر قرنا منها 147 مفصلا بالعمود الفقري، 24 مفصلا بالصدر، 86 مفصلا بالنصف العلوي من الجسم، 88 فصلا بنصفه السفلي، 15 مفصلا بالحوض0
والسؤال الذي يفرض نفسه: من غير الله الخالق يمكن أن يكون قد علم خاتم الأنبياء والمرسلين ( صلى الله عليه وسلم ) بتلك الحقيقية
العلمية المتخصصة جدا، والتي لم يصل علم الإنسان إليها إلا في أواخر القرن العشرين كما وضح ذلك الدكتور حامد أحمد حامد في كتابه " رحلة الإنسان في جسم الإنسان "؟
ومن الذي كان يمكن أن يضطر المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) للخوض في أمر غيبي كهذا ؟ لولا أن الله سبحانه وتعالى يعلم بعلمه المحيط أن الإنسان سيصل في يوم من الأيام إلى إدراك هذه الحقيقة التشريحية لجسم الإنسان فتكون هذه الومضة النورانية في هذا الحديث الشريف شهادة صدق على نبوة هذا الرسول الخاتم، وعلى صدق اتصاله بوحي السماء، فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين
منقول للافاده