***** ( اتهام الناس بالباطل يامسلمون يابشر هل رايت هل سمعت على ماذا تشهد وماذا تقول )*****
من السهل أن يتحدث المرء بما يريد ، بل لن يجد الإنسان أي صعوبة
في نشر الاتهامات وتوزيع الألقاب على الآخرين ، وكذلك من السهل
تغيير الحقائق وقلب الأمور بحيث يصبح الصادق كاذباً ، والكاذب
صادقاً ، والأمين خائناً ، والخائن أميناً ، وتغيير الحقائق سياسة جديدة
قديمة ، قد أشار إليها القرآن الكريم فعلى سبيل المثال قوله تعالى عن
فرعون عليه من الله ما يستحق : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى
وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) غافر
فمن السهل أن أقول هذا رجل مدعوم ،أو هذا جاهل لا يفقه شيئاً ، أو ... أو ، ولكن الصعب أن آتي ببينة تدل
على صدق قولي ، أو إتباعي لهوى
فما بالك اذا اتهمنا الانسان في دينه وخلقة
الاتهام والتشكيك دليل على العجز والتجرد من الدليل والبينة ،
بل أقول لهؤلاء المتهمين للناس من غير بينة : أنتم أحق الناس بما
ترمون الناس به وأهل له
وقد عظم الله سبحانه مسألة التقول على عباد الله من غير بينة أو دليل
، قال سبحانه : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ
مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً (58) الأحزاب
وفي الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ
فِيهِ اَسْكَنَهُ اللَّهُ ردغة الخبال حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ) . رواه الإمام أحمد
إتباع للظن المتمخض عن إتباع الهوى ، وقد وصف الله سبحانه
أتباع الظن بأنهم اتباع كذب والهوى ، قال تعالى
(وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ
إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) الأنعام
حرم الله تعالى الظلم على نفسه ، كما
حرمه على عباده ، ومن أشد أنواع الظلم اتهام الناس بالباطل زورا وبهتانا،
ففي ذلك تفسخ للعلاقات الاجتماعية ، وهدم للبيوت ، فلا يجوز اتهام الناس بالباطل
إن الله ـ تعالى ـ حرم الظلم على نفسه، وعلى عباده، فقال تعالى في الحديث القدسي:
ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا}
وقال تعالى:
{ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار}
وقال تعالى:
ما للظالمين من حميم
أي: قريب، ولا شفيع يطاع،
وقال:
{وما للظالمين من نصير}
ويبين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن عاقبة الظلم وخيمة، وإن الله ليملي
للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ
{وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}
وقال:
{واتق دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب}
وقال:
{من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شيء فليحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار
ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات
أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه}
وأشد أنواع الظلم اتهام البريء ورميه بما ليس فيه، وفقدان الثقة فيه، وإثارة
الشكوك حوله، وإن الويل ثم الويل للظالم من عقاب الله وعذابه يوم القيامة،
فينبغي الاحتراز من الظلم، وأن يعاشر الناس بالمعروف، وأن يظن بهم خيرًا،
فإن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة منهي عنه بقوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
عليه الصلاة والسلام: {إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث}
وعلى المظلوم أن يصبر، ويقابل السيئة بالإحسان والعفو والصفح،
فمن عفا وأصلح فأجره على الله،
قال تعالى:
{ولَمَن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور}