..
يتقدم الزمــان
و أغلب الأمور معه تصبح طي النسيان
حتى السنن التي لا بد أن يعرفها كل إنسان
يجني عليها التخاذل عن فعلها و التكاسل رغم العلم بها
و أحياناً أخرى يجني عليها الزمن و النسيان
.
.
.
هذا غير أن في إحيائها نصرة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي سيقول في يوم القيامة : أمتي أمتي ..
في حين أن كل نبي سيقول : نفسي نفسي ..
.
.
ألا يستحق شيئاُ من رد الجميل ؟ حتى و لو كان بسيطاً !!
نقتفي أثره .. نعمل به .. نداوم عليه .. نبينها لأخوتنا و أخواتنا و أصدقائنا و صديقاتنا و أهالينا .. نكون مفاتيح للخير ..مغاليق للشر و البدعة ..
أقل شيء أن نقوم بهذه السنن في أنفسنا .. فلكل منا سيطرة تامة على نفسه و هي يسيرة لمن يسرها الله عليه ..
يكفينا لأن ندعو إلى هذه السنن ما قاله الرسول صلى الله عليه و سلم في الحث على ذلك ..
فقد ورد عنه انه قال : " من أحيا سنة قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئاً ومن أبتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئاً".
و ورد في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً".
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
و في الحث على التمسك بالسنة فقد توافرت الأدلة والنصوص من الكتاب والسنة وأقوال السلف على الترغيب فيها والحث على التمسك بها.
فمن الكتاب قوله تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً"
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ".......فعليكم بسنتي".
ومن الآثار عن السلف ما قاله الزهري : " كان من مضى من علمائنا يقولون : الاعتصام بالسنة نجاة".
وقال الفضيل بن عياض : " إن لله عباداً يحيي بهم البلاد وهم أصحاب السنة".
وقال الأوزاعي : كان يقال خمس كان عليها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون بإحسان : لزوم الجماعة وإتباع السنة وعمارة المسجد وتلاوة القرآن والجهاد في سبيل الله.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
حسناً .. كأني أرى لسان حال بعضكم يقول:
كثيراً ما نقرأ نسمع و نقرأ عن فضل السنة و عن السنن و لكننا حين نريد التطبيق نحس بتثاقل و كسل شديد ..
ما الحل ؟؟
قد يكون جزءاُ من الحل الجوابُ على هذا السؤال:
حينما أعمل بالسنة .. ماذا يحصل و ماذا أستفيد ؟؟.
.
.
.
1- محبة الله لعبده المؤمن كما في الحديث القدسي الذي رواه البخاري وفيه "..و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ....... الخ".
2- أن المحافظة على النوافل تجبر كسر الفرائض لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال :إن أول ما يحاسب به الإنسان يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال : يقول ربنا عز وجل لملائكته ـ وهو أعلم ـ انظروا في صلاة عبدي أتمها أم أنقصها ؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة وإن كان انتقص منها شيئاً قال انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فإن كان له تطوع قال : أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم".
3- أن للمتمسك بالسنة فضل كبير ويزداد فضله رفعة كلما كان في زمن إعراض عن السنة وإيذاء لمن تمسك بها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"..... فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم". وقال عبد الله بن المبارك :" وزادني غير عتبة: قيل يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم قال : بل أجر خمسين منكم " قال الترمذي حديث حسن غريب .
4- إن للعامل بالسنة مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجرهم شيئاً وفي ذلك الحديث في مسلم وفيه قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء". .... قال النووي في شرح مسلم على قوله " من سن " فيه الحث على الابتداء بالخيرات .
الآن أكاد أجزم أن لا يقرأ هذا الكلام أحد إلا و قد عاهد نفسه على فعلها و إحيائها و نشرها ..
~~~~~~~~~~~~~
ما هي هذه الســنـن التي تكــادُ تـُهــــجَـر ؟؟
هذه بعض السنن التي لا تكاد تـُرى بين طلبة العلم فكيف بالعامة .. فتأملوها رعاكم الله واعزموا على العمل بها لتفوزوا بالأجر الجزيل . جعلنا الله من المقتفين لرسولنا صلى الله عليه وسلم المتبعين لسنته العاملين بها:
* الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام حيث يستحب الدعاء بما شاء من خيري الدنيا والآخرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما علم الصحابة التشهد ثم قال : ( ثم لتختر من المسالة ما تشاء ) رواه مسلم . ومن الأدعية الواردة في ذلك : ما ورد عن علي رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكون آخر ما يقول بين التشهد والتسليم ( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت اعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا اله إلا أنت ) رواه مسلم
* صلاة التطوع على الراحلة ويدخل في ذلك السيارة ووسائل النقل الحديثة للحديث كان عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – يصلي في السفر على راحلته أينما توجهت يومئ وذكر عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله.
* النوم على طهارة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من بات طاهراً بات في شعاره ملك، لا يستيقظ ساعة من الليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلاناًً فإنه بات طاهراً".
* نفض الفراش قبل النوم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخـــــــذ داخِلَـة إزاره فلـيــنــفــــض بها فراشه ، ويسم الله ، فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه . رواه مسلم.
* سجدة الشكر ودليلها حديث أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أتاه أمر يسره أو بشر به ، خر ساجدا شكراً لله تبارك وتعالى . أخرجه أبو داود وابن ماجه ، وحسنه الألباني.
* دعاء دخول السوق لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قال حين يدخل السوق لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ، وبنى له بيتاً في الجنة " أخرجه الترمذي . وحسنه الألباني.
* التكبير عند صعود المرتفعات والتسبيح عند النزول منها عن جابر رضي الله عنه قال: كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا". رواه البخاري" وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:" كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علو الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا". رواه أبو داود بإسناد صحيح فاذا صعدت درجا أو سلما كبر ,واذا نزلت سبح الله.
* قتل الوزغ عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قتل وزغة في أول ضربة كتب له مائة حسنة ، وفي الثانية سبعين حسنة . رواه مسلم
* لعق الأصابع والنبي عليه الصلاة والسلام لا يأمر أمته بشي إلاّ وفيه الخير والبركه، ولهذا قال الأطباء: إنّ فى لعق الأصابع من بعد الطعام فائدة وهو تيسير الهضم، لأن الأنامل هذه فيها مادة تفرزها عند اللعق بعد الطعام تيسير الهضم، ونحن نقول هذا من باب معرفة حكمة الشرع فيما يأمر به، وإلاّ فالأصل أننا نلعقها امتثالاً لأمر النبي عليه الصلاة والسلام.
* المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة والدليل عليها ما رواه البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أنه " توضأ فغسل وجهه وأخذ غرفة من ماء فتمضمض بها واستنشق ..... وذكر الحديث ...... ثم قال هكذا رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم يتوضأ". وقال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في شرح هذا الحديث " فيه دليل الجمع بين المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة" وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ " لم يجيء الفصل بينهما في حديث صحيح البتة". وقال النووي ـ رحمه الله ـ " لم يثبت في الفصل حديث أصلا بل الصواب تفضيل الجمع للأحاديث المتظاهرة وليس لها معارض".
* التأمير في السفر , للثلاثة فما فوق أن يأمروا احدهم .
عن نافع عن أبي سلمه عن أبي هريره رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ثلاثة في سفر فليأمروا احدهم "قال نافع :فقلت لأبي سلمه أنت أميرنا لأنهم كانوا في سفر
وفي هذا سرعة امتثال السلف رضي الله عنهم للسنة وانقيادهم لها .
قال الخطابي في معالم السنن ( إنما أمروا بذلك, ليكون أمرهم جميعا ولا يتفرق بهم الرأي, لولا يقع بينهم خلاف فيعنتوا.)