ادوارد عويس
القُدْسُ مَرْمَى العَصَا
نادَيتُ قومي ولا نارٌ ولا حَطَبُ أَيْنَ الـمَجَامِرُ والنّيِرَانُ يا عَرَبُ
أَيْنَ المُرُوءَاتُ إِنْ نادَتْ مُصَفَّدَةٌ في الأَسْرِ مُعْتَصِماً هَاجَتْ لها القُضُبُ
هِيَ الـمَليحَةُ في أَحْلامِهَا قَمَرٌ يَأْوِي إلى حِضْنِها المُضْنَى وَيَنْتَسِبُ
هِيَ الـجريحَةُ في أَشواقِها بَطلٌ يُفَرِّجُ الكرْبَ عَنها جَيشُهُ اللَجِبُ
* * *
القُدسُ في حَبسِها المشؤُومِ نازفَةٌ تَهفو للُقيا الذُّرى والدَّمعُ مُنسَكِبُ
مَرْمَى العَصا حَبْسُها والحَشْدُ مُلتَئِمٌ في قَلبِ يَعْرُبَ والـتَّاريخُ مُرْتَقِبُ
كُلُّ العَرائِسِ من فاسٍ إلى عَدَنٍ بَحرٌ تَلاطَمُ في أَحْشائِهِ الـنُّوَبُ
قَدْ بُحَّ صَوتُ الغَواني والهَوى عتبٌ يا تُعْسَ أَهلِ الهوى إِنْ خُيِّبَ العتبُ
وفي الخَـليجِ مَتاهَاتٌ مُوسَّـعَةٌ تَضِجُّ مِن هَولِها الـدُّنْيا وتَضْطَرِبُ
وَأَرزُ لبنانَ في أَبـهى مَفاتِـنهِ أَزرَى بِهِ العَسْفُ والإِرهابُ والحَرَبُ
في كلِّ قُطرٍ منَ الأقطارِ كارِثةٌ وَكُـلُّ قُـطرٍ لهُ في هَـمِّهِ سَبَبُ
* * *
ناديتُ قَومي ووجهُ الحسنِ مُمتقِعٌ والشَّـرُّ مُنـعَقِدٌ والأرضُ تُنتَهبُ
ناديتُ قَومي وكمْ ناديتُ منْ وجعٍ وكمْ أَعُـدُّ كـآبـاتي وأَحْتسِبُ
سبعٌ وستُّون أَو سبعُونَ لا عَددٌ يُحْصِي الهَوانَ ولا عِلمٌ ولا أَدَبُ
عَرائِسُ العُرْبِ أَشلاءٌ مُبعـثرةٌ في كُلِّ صَوبٍ لمنْ يَبـغي وَيَغتَصِبُ
إِنْ عَرْبدَ البَغيُ في الدُّنيا فلا عَجبٌ لكنْ سُباتُ الهَوى فينا هوَ العَجبُ
***
يا أَيُّـها الحشدُ إِنِّي مُرهقُ ويَدي في النَّارِ تُكوى وقلبي دأْبُهُ النَّصبُ
إِنِّـي أَقولُ وللـتَّاريخِ ذاكرةٌ تُصغِي إِلـيَّ وقولي اليَومَ مُحتَسبُ
كلُّ الخِطاباتِ ما أَروتْ لناظَمأً ولا شَفى مِن ضَنـىً نَفطٌ ولا ذهبُ
إِنَّـا نُـريدُ دواءً يُستَطَبُّ بهِ قِوامُهُ الـعَزم والـنِّيرانُ والغَضَبُ
---------------------------------------------------------------
القدس وسلمى والكأس
تعصفُ .. تقصفُ.. تنـزفُ سلمى
في أسوارِ الـشمسْ…..
ترسفُ.. ترعفُ سلمى
في أحزانِ القدسْ.....
سلـمى..!
سلـمى..!
مَنْ يفغرُ صدركِ يا سلـمى
في عَـتْمِ الـحبسْ ؟ !
من يفجرُ طهـركِ.. يثقبُ مجدَكِ يا سلـمى
في لـيلةِ عرسْ ؟ !
من يَسْفَحُ أشواقَ الدحنونِ العربـيِّ على ساقيكِ
ويشربُ نخبَ الذبحِ الهـمجيِّ
ويدلـقُ عشقَكِ في أوحالِ البـؤسْ ؟ !
سلـمى..!
سلـمى..!
من يصلبُ حُسْـنَكِ يا سلـمى ؟ !
من يذرو في عينيكِ الساحرتينِ قتامَ الموتِ ؟ !
ويغرزُ في نـهديكِ الـمرتعشينِ قتادَ الرمسْ؟!
سلـمى..!
سلـمى..!
من ينقذُ حُسْـنَكِ يا سلـمى ؟ !
من يـحفظُ طهرَكِ يا سلـمى ؟1
من يكتبُ مـجدَكِ يا سلـمى ؟!
هل تُـهْرَعُ فرسانُ الصـحراءِ إلـيكِ
وجُـنْدُ الروحِ القُدْسْ ؟!
سلـمى.. ؟!
سلـمى.. ؟!
هل تـعبرُ نـهرَ الأردنِّ إلـيكِ
خيولُ الغضبِ العربـيِّ
تلـملمُ عن ساقيكِ رحيقَ الدحنونِ الـمسفوحِ
وتمسحُ عن عينيكِ قـتامَ اليـأسْ ؟!
سلـمى..!
سلـمى..!
من يعـبرُ عنكِ الليلـةَ هـذي الـكأسْ ؟