لفرق بين قيام الليل وبين الهجد
قيام الليل : " هو قضاء الليل ، أو جزءا منه ولو ساعة ، في الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله ، ونحو ذلك من العبادات , ولا يشترط أن يكون مستغرقا لأكثر الليل .
...وجاء في مراقي الفلاح : معنى القيام أن يكون مشتغلا معظم الليل بطاعة , وقيل : ساعة منه , يقرأ القرآن أو يسمع الحديث أو يسبح أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى . باختصار من "الموسوعة الفقهية الكويتية" (34/ 117) .
وأما التهجد : فهو صلاة الليل خاصة ، وقيده بعضهم بكونه صلاة الليل بعد نوم .
قال الحجاج بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه : " يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد , إنما التهجد أن يصلي الصلاة بعد رقدة , ثم الصلاة بعد رقدة , وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/ 35) : " إسناده حسن , فيه أبو صالح كاتب الليث وفيه لين , ورواه الطبراني وفي إسناده ابن لهيعة وقد اعتضدت روايته بالتي قبله " انتهى .
فتبين بهذا أن قيام الليل أعم وأشمل من التهجد ، لأنه يشمل الصلاة وغيرها ، ويشمل الصلاة قبل النوم وبعده .
وأما التهجد فهو خاص بالصلاة ، وفيه قولان : الأول : أنه صلاة الليل مطلقا ، وعليه أكثر الفقهاء .
والثاني : أنه الصلاة بعد رقدة . وينظر : الموسوعة الفقهية (2/ 232).
قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) الإسراء/97 :
" والتهجد : من الهجود ، وهو من الأضداد ؛ يقال : هجد : نام ؛ وهجد : سهر ؛ على الضد .
التهجد له معنى شرعي : وهو الصلاة بعد رقدة ، ثم الصلاة بعد رقدة ، مع النية لان تكون ليلته كذلك . فصلاة النافلة التي ليست على صورة التهجد هي قيام ليل ، فإذا استمر القيام إلى الصبح يسمى : إحياء الليل ، ويؤيد هذا الفهم الأحاديث التي ذكرت صلاة الرسول الله r في الليل ، حيث ورد فيها صيغة ( إذا قام من الليل ) ومن للتبعيض ، والخلاصة أن العلاقة بينهما علاقة عموم وخصوص ، فقيام الليل أعم من التهجد .