لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد
ولا يدوم على حال لها شان
أين الملوك ذوي التيجان من يمن
وأين منهم أكاليل وتيجان
وأين ما حازه قارون من ذهب
وأين عاد وشداد وقحطان
أتى على الكل أمر لا مرد له
حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
فجائع الدهر أنواع منوعة
وللزمان مسرات وأحزان
وللحوادث سلوان يهونها
وما لما حل بالإسلام سلوان
فاسأل بلنسية ما شان مرسية
وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم
من عالم قد سما فيها له شان
وأين حمص وما تحويه من نزه
ونهرها العذب فياض وملآن
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف
كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية
قد اقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس
ما فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة
حتى المنابر تبكي وهي عيدان
يا غافلاً وله في الدهر موعظة
إن كنت في سَنَةٍ فالدهر يقظان
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم
قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
لما التقاطع في الإسلام بينكم
وأنتم يا عباد الله إخوان
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
والعين باكية و القلب حيران