كلنا نعلم أن دنيانا إلى فناء ,
وأن حياتنا إلى زوال ,
وأيامنا تطوى ,
وليالينا تفنى ,
فكم من حبيب فارقناه , وكم من عزيز رحل عنا وودعناه , فهلا تركنا أثرا قبل الرحيل
وهذه مجموعة من الأفكار قرأتها ,وأحببت أن أنقلها إليكم لعل الله أن ينفع بها
يقول كاتبها أثابه الله
-----------------
بسم الله الرحمن الرحيم
بما اني غير معروف لديكم فلا خوف من رياء ولا سمعة والله من وراء القصد
وأقسم بالله وأشهد الله ربي وربكم ان هذا ماحصل معي
فقد يسر الله لي بعض الأعمال بفضله ومنته أذكرها من باب التواصي بالحق والخير فكلنا يستطيع ان يعمل مثلها وهي ميسرة على من يسرها الله له
1- مع كل راتب اشتري كرتون اشرطة اسلامية ( 100 حبة ) عن التوبة والجنة والنار واقف امام تسجيلات الاغاني واوزع على الشباب اللي داخلين واللي خارجين بشكل مؤدب وبصوت هادئ واسلوب طيب وأبتسامة واتوقف بجانب التسجيلات وليس على واجهة التسجيلات بل بجانبها لأتحاشى المصادمة أو احراج الداخلين والخارجين وكثير منهم يأخذ الشريط الإسلامي ويستحي ان يدخل تسجيلات الأغاني ولله الحمد بل بعضهم يدعو لي ولم يحصل لي اي مشاكل ولله الحمد الا مرة وحده ان صاحب أحدى التسجيلات كان يرفع صوت الأغاني لكي انصرف ولم يزدني ذلك الا اصرارا وعزما فانا على الحق وقد كنت اتذكر قول الفاروق رضي الله عنه اللهم أني اعوذ بك من جلد العاصي وضعف المؤمن والحمد لله تعدي على خير وانا على هذه العادة منذ مدة ولله الحمد والمنه
2 - بعد انتقالي الى سكني الجديد لاحظت ان عدد المصلين قليل جدا مقارنة مع عدد الشقق والعماير في المنطقة بل ان عدد السيارات لايقارن بعدد المصلين ولو حتى بالثلث فكان لزاما علي ان اتصرف فأنا محاسب بكل من يجاورني وهو لايصلي وقد يتعلق برقبتي يوم القيامة ويقول هذا جاري يصلي ويراني لااصلي ولم ينصحني فكان الآتي
* بعد صلاة الفجر وبعدما سلم الإمام رفعت صوتي قليلا وسلمت وصبحت على جماعة المسجد وقلت ماكان يجول في خاطري وقلت ياخوان لماذا لايحضر في مسجدنا أكثر من صف او صف ونصف فقط بالكثير ونحن نرى كثافة الشقق والسيارات في الحي
أين هم ؟
وقلت ان كل واحد منا يعرف له جار او جارين او ثلاثة لايصلون فماذا فعلنا لهم - هل نصحناهم - هل ذكرناهم - الا نخاف ان يتعلقون برقابنا يوم القيامة - وذكرتهم بحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه قال ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه مايحب لنفسه ) واسترسلت قليلا في الكلام وقد فتح الله علي فتح من عنده وانا معهم جالس في نفس الصف وانا اتكلم والجميع ينصت
عندما فرغت حاولت ان ألطف الجو قليلا خوفا من ان يزعل كبار السن في المسجد وقلت أنها كانت كلمة في خاطري وقلتها
وأنا اصغركم سنا وقدرا فسمعتهم يردون علي ويدعون لي بالخير ومنهم من قال صدقت جزاك الله خير ودعو لي بالخير وقد كنت خائفا جدا لكن الله ستر ( خصوصا انها اول مره في حياتي اخطب في احد لكن جآتني قوة وثبات من الله عجيب فلله الحمد والمنة )
* اشتريت 140 مضروف صغير على شكل حقيبة صغيرة ووضعت فيها كتيب نسائي عن الحجاب والتوبة والصلاة ومطويات صغيرة عن قصص العائدات الى الله مع شريط للشيخ نبيل العوضي بعنوان ( للنساء فقط ) وقمت بإلصاقها على جميع شقق العماير التي في حينا من اول الشارع الى آخره بواسطة لاصق من القماش فاي صاحب شقة يريد الدخول الى شقته سيجد الكتيبات ملصقة اسفل المكان الذي سيدخل فيه المفتاح وقمت بتوزيعها بعد نصف الليل والناس نيام بهدوء وبدون ان يحس احد ولا ان ازعج احدا وقد خطرت لي هذه الفكرة بعد مارأيت توزيع الشركات لمجلاتها على الشقق فقلت في نفسي بضاعتي احسن من بضاعتهم والناس في حاجتها اكثر من الأكل واللبس فهي جنة او نار - اما عن سبب جعل هذه المطويات نسائية بحته فذلك بسبب اني ارى ان المرأة إذا صلحت صلح البيت وان فسدت فسد البيت والأولاد هذا غير ان بعضهن حبيسات الشقق وقد لايحضرن الملتقيات الإسلامية ولايجدن الكتيبات والكتب الإسلامية فاراد الله ان افعل مافعلت لكي تصل اليهم في عقر دارهم
* مررت على جميع السيارات في الحي وألصقت على كل سيارة شريط عن التوبة بحيث يلاحظه صاحب السيارة صباحا عندما يحاول فتح سيارته وكانت حوالي 100 سيارة ولله الحمد والمنة
* قمت بنصح بعض جيراني القريبين وذكرتهم بفضل الصلاة مع الجماعة ( كانت محرجة لي لكن كان لزاما ذلك )
3 - كلنا كان يعاني من البرد القرس في الرياض الايام الماضية وكنت الاحظ ان العمالة التي تغسل السيارات في الشارع يغسلونها وأيديهم عاريه في هذا البرد القاسي
فذهبت الى محل لمواد البناء وأشتريت درزن من القفازات ذات الأكمام الطويلة وهي من البلاستيك السميك ( كلها الدرزن تكلف 30 ريال فقط ) ثم قمت بالمرور على اللي يغسلون السيارات وأعطيتهم القفازات فوجدت منهم القبول والرضى بل وكانو يدعون لي بعدما أحسو منها بالدفئ وكان بعضهم مستغرب من فعلي ثم لما فهم انها لوجه الله دعى لي وكنت بعدها ارى بعضهم يرتديها وهو يغسل السيارات فلا تتصورون الأحساس الذي كنت احس فيه
4 - قبل العيد ذهبت الى محلات ابو ريالين واشتريت كمية من الأطياب سعر الطيب 5 ريال فقط مغلف وفي علبة جميلة ورائحته طيبة وقمت بتوزيعه على عمال النظافة - البلدية - في الشارع قبل العيد بعد معانقتهم واخبرتهم انهم وان كانو بعيدين عن اهلهم فنحن اهلهم واخوانهم في الدين فرأيت في اعينهم معاني لن تصفها لوحة المفاتيح مهما حاولت فالحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
هل اعجبك مافعلت
لماذا لاتفعل مثله أخي واختي الكريمه؟
الدين والعمل الصالح ليس حكرا لأحد . فشمر واستعن بالله
لن نعرف قيمة أفعالنا سواء الطيب منها او السيئ إلا في اول ليلة في القبر يومها لن نجد أنيس ولا جليس ولا أما ولا أب الا أعمالنا فلذلك قال نبينا صلى الله عليه وسلم ( لمثل هذا فأعدو ا)
يالله يارب رحمتك فوالله ليس لنا طاقة على نارك فارحمنا بفضلك وأجرنا من عذابك