لن ينسى التاريخ للمعتصم فتح عمورية سنة 223هـ/ 838م، يوم نادت باسمه امرأة عربية على حدود بلاد الروم اعتُدِىَ عليها بنزع حجابها، فصرخت قائلة: وامعتصماه! فلما بلغه النداء، كتب إلى ملك الروم: من أمير المؤمنين المعتصم بالله، إلى كلب الروم، أطلق سراح المرأة، وإن لم تفعل، بعثت لك جيشًا، أوله عندك وآخره عندى، ثم أسرع إليها بجيش جرار قائلا: لبيك يا أختاه! في هذه السنة 223 هـ غزا أمير المؤمنين المعتصم الروم وفتح “عمورية” لو قارنا بين ذالك العصر وعصرنا الآن من قتل واهانة لكل المسلمين بكل دول العالم وليست مذابح ومجازر اسرائيل بحق الفلسطنيين واللبنانيين ببعيدة عنا ولا مجزرة أسطول الحرية التي قتلت فيها اسرائيل مواطنين عزل بالمياه الدولية طبعا أنا لا أقول أن نحارب اسرائيل الآن لأننا أضعف من أن نفكر في مجرد خوض حرب ضدها ولكني أقارن بين أيام كنا أعزة لأننا تمسكنا باسلامنا كما قالها سيدنا عمر بن الخطاب (لقد كنا أذلة فأعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله)، وبين الآن ونحن لا نجرؤ إلا على التنديد والشجب والاستنكار.
وهذا ما حدث بالضبط لقد ابتغينا العزة في غير الاسلام وكتاب الله وسنة رسولنا الكريم وحدنا عن منهج الله تعالى، وتركنا كتابه، وسنة نبيه صلىالله عليه وسلم، واستبدلنا ذلك بمناهج الشرق والغرب، وأصبحنا نبتغي العزةفي غير منهج الله.
وإن نصر الله مشروط وهو كما قال الله تعالى “إن تنصروا الله ينصركم ويثبتأقدامكم”أي لكي ينصرنا الله يجب أن ننصره أولا، وننصره بأن نتبع تعاليمه ومنهجهونطيعه ونطيع رسولنا الكريم.وقد قال رسول اللهيوشك ان تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الاكلة علىقصعتها، قالوا: اومن قلة يارسول الله؟ قال بل انتم كثير، ولكنكم غثاءكغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب اعدائكم منكم، وليقذفن الله فيقلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهيةالموت) صدق رسولنا الكريم فأصبحنا نهاب أعدائنا وأصبحوا لا يقيمون لناوزناً ولا قيمة، وأصبحنا نحب الدنيا أكثر من أي شئ آخر ونكره الموت ونكرهذكر الموت أو سماع كلمة الموت.
وقد عكسنا قول الله عز وجل ((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَمَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)) فأصبحنا نعاديبعضنا بعضا ونحتمي بالغرب وبالمستعمر من بعضنا.الحل من وجهة نظري يتلخص في ثلاث كلمات الإيمان بالله عز وجل والتسلح بالعلم والتسلح بالقوة في المجال العسكريوالاقتصادي ((إن الحق يحتاج لقوة لتحميه والقوة تحتاج للعلم ليوجهها والعلم يحتاج للايمان القوي بالله عز وجل ليرشده للطريق السليم، فبالقوة والعلم والايمان الحق بالله عز وجل سنستطيع أن ننهض وندافع عن حقوقنا))