لن يدعوك أحد لأن تكون أنانياً فالأنانية من الطباع البشرية التي لا نريد أن نتصف بها أو أن نوصف بها!لا أحد يريد أن يعترف بأنه أناني، فالأناني في نظرنا هو شخص يفكر في نفسه فقط، شخص لا يهمه الآخرون، شخص مشغول بنفسه إلى درجة تعميه عن ما سواها. لكن لنتوقف قليلا...... ما المشكلة في شيء من الأنانية؟ قليل منها. وقبل أن نفتح أفواهنا مندهشين لنتفق على أمر ما.
نحن خليط من التصرفات والمشاعر المتضاربة، لسنا معطائين مائة بالمائة ولسنا بخلاء مائة بالمائة ولسنا مبتسمين في كل أوقاتنا ولسنا غاضبين أربعاً وعشرين ساعة في اليوم. أقصد أننا خليط من هذا وذاك وهذا يقودنا للحديث عن الأنانية، وهنا لن أتحدث عنها بمفهومها الذي نكرهه جميعا لكن أنت تفكر في نفسك أحيانا، أنت بحاجة إلى أن تفكر في نفسك تبحث عن ما يسعدها تحاول أن تسعى لتحقيق مصالحك الشخصية.
أنت لن تسعد من حولك مالم تكن سعيدا ولن تساعد من حولك مالم تساعد نفسك أولا ولن تعطي فقط ولا تأخذ.
هي عملية موازنة لابد من أن تكون عادلا تجاه نفسك وتجاه الآخرين يمكننا أن نقول إنها تشبه المعادلات الرياضية التي اختلط فيها «س وص» بالأرقام ونحن نبحث مجتهدين عن حلها مستعينين بالكتب والمراجع وخبرات الآخرين. قد تصعب المعادلة على البعض لذلك تجدهم يفيقون فجأة بعد أن يكتشفوا أنهم حرموا أنفسهم حقها في سبيل إسعاد شخص أو تحقيق رضا شخص آخر ويكتشفون أنهم رغم محاولاتهم المتكررة لم يسعدوا هذا ولم يرضوا ذاك كما كان يتوقع ويكتشفون أنهم في نفس الوقت لم يحققوا الرضا الذاتي. وقد يصل البعض الآخر لحل خاطئ لهذه المعادلة حين تطغى الأنا.
فكر في نفسك أولا! فكر في نفسك ولو للحظة! لكن لا تغفل عن التفكير في الآخرين! مازلنا ندور في حلقة مفرغة لكن الفكرة في حد ذاتها يصعب تحديد ملامحها على الورق فهي في نظري فكرة شائكة. ليس من الخطأ أن يكون فيك شيء من الأنانية لأنك لو لم تفكر في نفسك، لو أهملتها أوتجاهلتها من أجل الآخرين لوجدت في داخلك شيئاً من الرفض والندم الذي يترجم بصور مختلفة وينعكس على تصرفاتك تجاه هؤلاء الآخرين الذين مهما كانوا قريبين ومهما حملت في داخلك حبا جارفا لهم قد تلومهم لأنهم كانوا عاملا من عوامل نسيانك لنفسك وتجاهلك لها.
ليس بالضرورة أن تكون أنانيا بصورة بشعة لكن إن كانت الأنانية تعني عدم إهمال نفسك ومنعها من الذوبان في الآخرين فعليك أن تكون في هذه الحالة أنانيا بالصورة التي تحفظ لك شيئا منك وتمنحك بعض الراحة وشيء من السعادة. كما قلت كن أنانيا ولكن بتقنين واعتدال!