خطبة عيد الفطر المبارك - فضل التحابب في الله
الله أكبر - الله أكبر – الله أكبر - الله أكبر
الله أكبر - الله أكبر – الله أكبر - الله أكبر
الله أكبر ولله الحمد نحمده سبحانه وتعالى ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضدَّ ولا ندَّ ولا أعضاءَ ولا هيئةَ ولا صورةَ ولا شكلَ ولا مكانَ له، وأشهد أنَّ سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه اللهم صلِّ على محمَّد صلاة تقضي بها حاجاتنا وتفرج بها كرباتنا وتكفينا بها شر اعدائنا وسلم عليه وعلى ءاله سلامًا كثيرًا .
أما بعد عباد الله ، فإني أحبكم في الله وأوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي القدير القائل في محكم كتابه: { الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } الزخرف/67 .
إخوة الإيمان ، يخبرنا الله تعالى في هذه الآية العظيمة أن الذين كانوا في هذه الدنيا أخلاء أحباء ينقلبون في الآخرة أعداءً بعضهم لبعض عدوّ ، إلا المتقين فإنهم تبقى مودتهم بينهم في الآخرة . والمتقون هم الذين يقومون بحقوق الله وحقوق العباد، فهم الذين أدوا ما افترض الله عليهم واجتنبوا ما حرم عليهم وعاملوا العباد معاملة صحيحة موافقة لشرع الله .
وفي هذه الصبيحة الطيبة العطرة صبيحة عيد الفطر يسرني أن أذكركم ونفسي بوصية أوصى بها عالم طيب ورع شفيق على دين الله أوصى بها طلابه قائلاً: "أوصيكم بالتحاب في الله والتزاور في الله" (أي ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى) قال: "فإن للمتحابين في الله درجة عظيمة ، ثبت في الحديث القدسي: "وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتزاورين فيّ والمتجالسين فيّ" .
ولينصح بعضكم بعضًا بالرفق والحكمة ، وليتفقد بعضكم بعضًا ولا سيما إذا طالت غيبة أخيك أو نزلت به مصيبة أو اشتد به مرض ، وأوصيكم بالحلم والعفو وأن يعامل أحدكم أخاه بما يحب أن يعامله به أخوه من الصفح والعفو ومقابلة الإساءة بالإحسان ، وهذا شرط الإيمان الكامل الذي يكون به الإنسان من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . وصح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والظنّ فإنّ الظنّ أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا" .
والتحسس هو التفتيش عن عيوب الناس بالعين ، وورد مرفوعًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تصافحوا يذهب الغلّ وتهادوا تحابوا تذهب الشحناء".
فبادر أخي المؤمن في هذه الصبيحة ، صبيحة عيد الفطر لوصل من قطعك وللعفو عمّن ظلمك وللإحسان لمن أساء إليك . فعقبة بن عامر لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما النجاة يا رسول الله ؟ قال: "تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمّن ظلمك" .
هذه الخصال الثلاث العظيمة كانت من أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والخصلة الأولى في قوله: "تصل من قطعك" أي أنّ للرحم حقّ الصلة، والرحم هم الأقارب من جهة الأمّ والأب فلا يجوز للمرء أن يقطع من تجب عليه صلته من الأقارب بحيث يشعر بالجفاء ولو قريبه قطعه هو يصله ولا يقطعه .
والخصلة الثانية في قوله صلى الله عليه وسلم: "وتعطي من حرمك" أي ينبغي للمؤمن أن يعطي مما رزقه الله ، فهذا من الكمال .
والخصلة الثالثة في قوله صلوات ربي وسلامه عليه: "وتعفو عمن ظلمك" .
وقال عليه الصلاة والسلام: "ليس الشديد من غلب الناس ولكنّ الشديد من غلب نفسه" .
إنّ الشديد هو الذي يغلب نفسه ويتمالك أعصابه .
فتجمّل أخي المؤمن بهذه الصفات الحميدة بالمحبة والتناصح والتزاور والتباذل بالله وحده بدون رياء لأنه محبط للثواب حتى ينور الله وجهك في الآخرة ويبعد عنك الخوف والحزن وهذا شأن الصالحين . يقول ربّ العزّة في محكم التنـزيل: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} .
فساعد أخاك المسلم على عمل البرّ والخير الذي يرضاه الله وأعنه على أداء الواجبات، على أداء ما أوجب الله عليه، فإذا رأيت صديقك أو قريبك جاهلاً بعلم الدين لم يتعلم ما افترض الله وما حرم على عباده فلا تسكت من غير أن ترشده إلى طريق الصواب إلى مجالس علم الدين التي كما كانت تنعقد كل يوم بفضل الله بعد العصر ستستمر وتنعقد كل يوم ............ بعد .................. في هذا المسجد أو (المصلى) .
فسارعوا إلى الخيرات وخذوا العبرة كيف أن الأيام تمضي بسرعة وكيف مرّ رمضان بسرعة ، وصدق صلى الله عليه وسلم حين وصف الدنيا "كالشمس إذا تدلّت نحو الغروب" معناه ما مضى أكثر مما بقي .
اللهم أعد علينا رمضان بالأمن والأمان يا أرحم الراحمين .
هذا وأستغفر الله لي ولكم
خطبة العيد الثانية :
الله أكبر - الله أكبر - الله أكبر - الله أكبر
الله أكبر - الله أكبر - الله أكبر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهدينه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه .
أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي القدير القائل في محكم التنـزيل: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } سورة محمد/22 .
فعليكم إخوة الإيمان في يوم العيد بصلة الأرحام ولا يقل الواحد منكم مثلاً إذا لم يزرني عمي فلن أزوره ، ولا تقل المرأة مثلاً إذا لم تزرني ابنة خالتي فأنا لست مستعدة للتنازل لزيارتها. فإن زيارة الأقارب الذين لا يزورونك ليست مهانة ولا مذلة بل خصلة خير وعمل طاعة .
وأذكّركم ونفسي بصيام ست من شوال تطوعًا لله تبارك وتعالى ، واعلموا أنّ لزكاة الفطر خمسة أوقات:
وقت جواز : وهو رمضان .
ووقت وجوب: وهو غروب شمس ءاخر يوم منه
ووقت فضيلة: وهو قبل صلاة العيد .
ووقت كراهة: وهو ما بعد صلاة العيد إلى الغروب إلا إن أخّرها لعذر .
ووقت حرمة: وهو ما بعد غروب شمس يوم العيد إلا أن يكون أخرّها لعذر.
واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ ، أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ {إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يصلُّونَ على النبِيِ يَا أيُّهَا الذينَ ءامَنوا صَلُّوا عليهِ وسَلّموا تَسْليمًا} اللّـهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيم وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى: {يا أيها الناس اتقـوا ربكـم إنّ زلزلة الساعة شىء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب الله شديد}، اللّـهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فبجاه محمّد استجبْ لنا دعاءَنا ، اللهم بجاه محمّد اغفرِ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا، اللّـهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ ، اللّـهُمَّ بجاه محمّد اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ ، اللّـهُمَّ بجاه محمّد استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ. عبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون . اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا.
وكل عام وأنتم بخير .