هل النية الحسنة تشفع لصاحبها؟***********
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أعضاء
موضوع يطرح سؤال جد هام، سوال يدور موضوعه حول الشفاعة ومن منا لايطلب الشفاعة سواء في الدنيا أو الآخرة
السؤال هو:
هل النية الحسنة تشفع لصاحبها؟
الجواب هو:
إن المسلم لا تقبل منه العبادة إلا إذا تحقق فيها شرطان أساسيان هما:
1/ إخلاص النية لله تعالى، وهو أن يكون مراد العبد بأقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى دون غيره.
2/ موافقة الشرع الذي أمر به الله تعالى أن لا يعبد إلا به، وذلك يكون بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، وترك مخالفته، وعدم إحداث عبادة جديدة أو هيئة جديدة في العبادة لم تثبت عنه عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
فلا تكفي النية الصالحة، ولا تشعف لصاحبها إذا خالف الشرع، وعبد الله تعالى بشئ من البدع، وكثير من أهل البدع بسبب جهلهم اخترعوا هذه البدع ليتقربوا بها إلى الله عز وجل!
وربما تشفع النية الصالحة لصاحبها في مسألتين؟ هما:
أ/ في تحويل العادات إلى عبادات:
فالنية الصالحة تجعل العادة عبادة، يثاب عليها صاحبها، فينوي بالطعام والشراب التقوى على طاعة الله تعالى، وينوي بالزواج إعفاف نفسه وزوجته، وهكذا.
ب/ في كسب الأجر دون عمل إذا كانت النية جازمة:
فقد ينوي المسلم نية جازمة على القيام بأعمال شرعية فيحول بينه وبين العمل موانع للقيام به: فيؤجر عليه، وفي ذلك أحاديث،منها:
- عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من أتى إلى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح: كتب له مانوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه عز وجل ) رواه النسائي وابن ماجه وصححه الشيخ الألباني.
- عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه )رواه مسلم.
وليس أجمل من أن أختم موضوعي بالكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم وعظيم رحمته بأمته يوم القيامة بقول شريف:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم:<< من قال حين يسمع النداء :
( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ).
حلــّــت له شفاعتي يوم القيامه >>.
وغير ذلك كثير، وكله يدل على أن من نوى نية صادقة جازمة على فعل خير أو طاعة فحال بينه وبين الفعل حائل كتب الله له الأجر.
فهنا نقول: النية الصادقة شفعت لصاحبها حتى أُجر عليها.
والله أعلم