بسم الله والصلاه والسلام على اشرف خلق الله سيدنا محمد وبعد فكما وعدناكم نوافيكم وسوف نتكلم باذن الله عن قول الله تعالى [b]ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا[/b فان الله تعالى كنى عن الغيبه باكل لحم الانسان لحم انسان اخر مثله ثم لم يقتصرعلى ذللك حتى جعله ميتا ثم جعل ما هو فى الغايه من الكراهيه موصولا بالمحبه فهذه اربع دلالات واقعه على مطابقه المعنى القرانى لما جاء له فهو فى قمه البلاغه فاما جعل الغيبه كاكل الانسان لحم انسان اخر مثله فشديد المناسبه جدا لان الغيبه انما هى ذكر مثالب الناس وتمزيق العرض مماثل لاكل لحم الانسان لحم من يغتابه لان اكل اللحم تمزيق على الحقيقه واما جعله كلحم الاخ فلما فى الغيبه من الكراهيه لان العقل والشرع مجتمعان على استكراهها امران بتركها والبعد عنها ولما كانت كذالك جعلت بمنزله لحم الاخ فى كراهيته ومن المعلوم ان لحم الانسان مستكره عند انسان اخر الا انه لا يكون مثل كراهيه لحم الاخ وهذا القول مبالغه فى استكراه الغيبه واما جعل اللحم ميتا فمن اجل ان المغتاب لا يشعر بغيبته ولا يحس بها واما جعله ما هو فى الغايه من الكراهيه موصلا بالمحبه فلما جلبت عليه النفوس من الميل الى الغيبه والشهوه لها مع العلم بقبحا فانظر ايه المتامل لعظمه كتاب الله وايجازه وبلاغته التى بينت لنا كل هذا فى كلمات بسيطه معدوده وصدق من قال انه يعلو ولا يعلى عليه وصلى اللهم على سيدنا محمد وشكرا لكم