هذه سعادة دنيانا فكن رجلاً
خذ الحياة كما جاءتك مبتسماً
في كفها الخير أوفي كفها العدمُ ( عائض القرني )
الحياة صعبه وتخطيها أصعب فلابد لها من المثابره والمجاهده حتى يصل الإنسان إلى مراده أو الى النجاح الذي يتمناه فتمر بنا أيام صعيبه تتسكر في اوجهنا جميع الابواب فيملئنا الحزن وتحملنا الكأبه وتضيق نفوسنا فنحتاج إلى شيء يسعدنا ويسر بالنا ويريح قلوبنا فالإبتسامه عنوان الحياة ومنظارها فتعطيك الامل والتفاؤل بأن الحياه مستمره وأن هناك شيء يستحق أن تعمل لأجل أن تعيش الحياه السعيده فتكلم الكثيرون عن الابتسامه من الادباء والعلماء ومن لهم التخصص في ذلك فيقولون بأن الابتسامه فن من فنون التعامل وهو الفن الاول في التعامل مع الناس فهي مفتاح القلوب ودواء النفس وبلسم الروح فهي سبيل النجاح والتفوق وهي جذب القلوب وكسبها ويقول الصينيون في حكمه يرددونها {إن الرجل الذي لايعرف كيف يبتسم لاينبغى له أن يفتح متجراً } والابتسامه من الفنون التي لايرغب الكثير في تعلمها رغم سهولتها ويسرها وفائدها على الشخص نفسه وتقول الحكمه : ابتسم لغريمك يسامحك , ولصديقك يفيدك .
فالابتسامه تتيح للإنسان مواصله عمله بروح معنويه مرتفعه وفي حيويه ونشاط والشخصيه الباسمه المتفائل هي الاقرب الى النجاح والتفوق وهي التي تستطيع بسهوله جذب الاخرين وكسب قلوبهم وإن انقباض الوجه والعبوس والاشمئزاز , والتذمر ومفردات هذه الكلمات مصطلحات أحذك منها وأنصحك بمحوها من قاموس حياتك وأصنع حياه جديده وقاموس جديد واجعله قاموس الابتسامه الصادقه الطاهره التي تخرج من جوف القلب لتصل إلى قلوب من حولك , ويقول أحمد أمين في "فيض الخواطر " : [ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط , بل هم كذلك أقدر على العمل وأكثر احتمالاً للمسئوليه , وأصلح لمواجهه الشدائد ومعالجه الصعاب , والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم وتنفع الناس ] فلماذا الحزن والكأبه؟ فإنك تجعل بيتك جحيما وعملك فاشلاً وحياتك تعيسه كل ذلك لأنك حزين ونفسك غير مرتاحه فإذا رأيت أحد فهو يحزن ويعبس الوجه مثلك وكأنها عدوى فالله الله بالابتسامه لأنها راحه البال وانشراحه وما احوجنا إلى الابتسامه والسعاده وطلاقه الوجه وانشراح الصدر ولطف الروح ولين الجانب " إن الله أوحى إليٌ أن تواضعوا ؛ حتى لاينبغى أحد على أحد ولايفتخر أحد على أحد " فحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم خير قدوة وخير البشر على وجه الأرض بأبي أنت وامي يارسول الله فهو سيد الأخلاق ومعلم الانسانيه وامام البشر عليه صلوات الله وتسليمه كان أكثر الناس تبسما عليه السلام وكان يمزح ويضحك مع اصحابه ولايقول الا حقا يحبه الله ويرضاه فجعل الحبيب المطفى الابتسامه دينا يتعبد الله به فقال صلى الله عليه وسلم: " وتبسمك في وجه أخيك صدقه ", فكان كلما مر على أحد تبسم في وجه عليه السلام فيقول جرير بن عبدالله البجلي : { مارآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي } وجرير يفتخر بهذا العطاء ويعلن السخاء ,فهذه الابسامه الوارفه الدافئه الصادقه أجل عند جرير من كل الذكريات وأسمى من كل المعاني .
وكان عليه السلام وكان عليه السلام يضحك ويبتسم لطاعه ربه وفيها مقاصد الاقتداء والأسوه مايفوق الوصف لم يكن ضحكه عبثاً أو لهواً او استهزاء بأحد فضحكه اصبح طاعه وعباده فكان عليه السلام يحمل كل معاني الابتسامه الصادقه المشرقه فإذا قابل الناس أسر قلوبهم أسراً فمالت نفوسهم بالكليه إليه وتهافتت أروحهم عليه وأبتسامته ألطف وأزكى ابتسامه فيبتسم مثل البرد في وجه أبهى من الشمس , وجبين أزهى من البدر , وفم أطهر من الأقحوان , وخلق أندى من الرياض , وودَّ أرق من النسيم فكان يداعب ويمزاح أصحابه فيمازحهم فتنشط أرواحهم وتنشرح صدورهم وتشرق وجههم ويزيح هموهم فمن منا لقي مثل مالقى أصحابه وتهنى بمداعبته مثل ماتهنى أصحابه فلا يريدون الدنيا وما فيها ليسعدوا بجلسه من جلساته عليه السلام ولايرغبون في قناطير المقنطره من الذهب والفضه في كلمه حانيه وادعة مشرقه من كلماته عليه السلام بأبي أنت وأمي يارسول الله اللهم اجمعنا به في الفردوس الاعلى من الجنه آمين فالتبسم والضحك ليس معناه القهقهه والضحك الذي يدعو للتسليه الوقت فإنما هي الابتسامه النابعه من جوف القلب وتكون صادقه فهي لاتكلف شيء ولاكنها تعني الكثير و الكثير فلو تكلمنا عن فن الرسول في الابتسامه والمعالمه الحسنه لما انتهينا فهو سيره خالده عطره تدعوا بنا الى ان نقتدي به عليه الصلاه والسلام والتبسم هو اول مراتب الضحك فلو كنت بسوماً بشوش الوجه فإنك تستطيع كسب قلوب الناس وتجذبها و إذا كنت فظاً غليظ القلب عبوس الوجه حزين النفس لن تَسعد وتُسعد من حولك فيقول الله تعالى في خير كتاباً أنزله : (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفظوا من حولك ) فكن كما قال سبحانه وتعالى , وأنظر إلى الجانب المضيء في حياتك لا إلى الجانب المظلم الكئيب هذا هو القليل في حق الابتسامه لانها روح الحماس والمبادره فالابتسامه لها من التأثير الكبير في امتصاص الغضب والشك والتردد مالا يشاركها غيرها , البطل هو الذي يستطيع التغلب عبى عواطفه .. ويبتسم .. حتى في أحلك المواقف , فالله الله بها واجعلها هدفنا من أهدافك تسموا بها لتحقيق سعادتك وسعاده غيرك فحاول أن ترسم لحياتك أجمل رسمه بإتسامه صادقه فأتمنى أني اوفيت وأوصلت رساله ساميه لحياه مشرقه وأتمنى من أعماق قلبي أني أسعدتكم بقراءه هذه الكلمات المضيئه ..
الرئيسية 
