أحاديث رمضان 1424 هـ - مكارم الأخلاق - الدرس (03-32) : الورع
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2003-11-02
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة: موضوع الدرس اليوم الورع فقد قيل في الورع: ترك ما يريبك، ونفي ما يعيبك، والأخذ بالأوثق، وحمل النفس على الأشق.
وقيل: النظر في المطعم واللباس وترك ما به بأس.
وقيل: تجنب الشبهات ومراقبة الخطرات.
والورع أيها الإخوة: اجتناب عن الشبهات إما فعلاً أو تركاً، فقد تفعل شيئاً من الورع، وقد تدع شيئاً من الورع، لكن بعض العلماء يرى أن كمال الورع أن يعلم الإنسان خير الخيرين، وشر الشرين، ويعلم أن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح.
فقد قال بعض العلماء: الشريعة مصلحة كلها، رحمة كلها، حكمة كلها، عدل كلها، فأية قضية خرجت من المصلحة إلى المفسدة، ومن العدل إلى الجور، ومن الحكمة إلى خلافها فليست من الشريعة، ولو أدخلت عليها بألف تأويل وتأويل، لكن الورع ليس في الواجبات، وليس في الفرائض، ولكن في المحرمات والمكروهات، هناك ورع واجب، وهو الإحجام عن المحرمات، وهذا فرض، وهناك ورع مندوب ؛ ترك الشبهات، وهناك ورع من الفضائل ؛ هو الكف عن المباحات، والاقتصار على أقل الضرورات، وذلك للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
ورع فرض، وورع واجب، وورع فضل، فالفرض ترك المحرمات، والواجب ترك الشبهات، والفضيلة أن تدع المباحات احتياطاً.
الورع أيها الإخوة، متعلق أحياناً بالأعضاء، فهناك ورع في النظر، وورع في السمع، وورع في الشم، وورع في اللسان، وورع في اليد، وورع في البطن، وورع في الفرج، وورع في السعي، وورع في الشراء والبيع، وقد قيل: " ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط ".
هذه تعريفات، لكن النصوص الشرعية وعلى رأسها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة يقول عليه الصلاة والسلام:
((فضل العلم خير من فضل العبادة))
[ أخرجه الطبراني في الأوسط والبزار عن حذيفة بن اليمان ]
يعني إذا كنت متفوقاً في العلم أفضل ألف مرة من أن يكون العلم قليلاً والعبادة كثيرة،
(فضل العلم خير من فضل العبادة)، لأن العابد ينتفع لنفسه، لكن العالم ينفع غيره ، العالم أمة، أما العابد فهو واحد، مع أن العبادة شيء ثمين جداً، لكن لو وازنا العبادة مع العلم لكان العلم أفضل، لكن لو وازنا العبادة مع المعصية، العبادة قمة، العبادة شيء ثمين جداً، لكن لو وازنها مع العلم لكان العلم أفضل، أما لو وازنها مع التفلت لكانت العبادة قمة الفلاح والنجاح، يقول عليه الصلاة والسلام:
((فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع))
فأعلى درجة في الدين أن تكون ورعاً.
عن واصبة بن معبد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
((جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أسأله عن البر والإثم فقال عليه الصلاة والسلام: جئت تسأل عن البر والإثم، فقلت والذي بعثك بالحق ما جئت أسألك عن غيره، فقال: البر ما انشرح له الصدر والإثم ما حاك في صدرك وإن أفتاك الناس وأفتوك))
[ أخرجه أحمد في مسنده ]
كأن الله سبحانه وتعالى فطر الإنسان فطرة سليمة، هذه الفطرة تكشف له خطئه، فقد تنقبض نفسه من فعل معه فيه فتوى.
يقول عليه الصلاة والسلام:
((أيها الناس: اتقوا الله وأجملوا في الطلب ؛ فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب: خذوا ما حل، ودعوا ما حرم))
[ أخرجه ابن ماجة عن جابر ]
هذا من الورع، من أمثلة الورع التي رواه النبي عليه الصلاة والسلام قال: اشترى رجل من رجل عقار له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار جرة فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار خذ ذهبك مني، إنما اشتريت منك الأرض، ولم أبتع منك الذهب.
من يفعل هذا الآن، قال: أنا اشتريت أرض ولم اشترِ منك ذهباً.
فقال الذي باع الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد ؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر لي جارية، قال: أنكحوا الغلام الجارية، وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا.
كما سمعت بُني على هذا الحديث فلم كرتون، للصغار ولقد لاق نجاحاً كبيراً جداً لو أن ما نعطيه للصغار مقتبس من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام لوجدت جيلاً غير هذا الجيل، لكن حتى الذي يعطى للصغار، يعطى فيه الفسق والفجور والإباحية والإلحاد، ونحن في أمسّ الحاجة اليوم إلى مادة تقدم للصغار مقتبسة من دين هذه الأمة، بينما الذي يقدم للصغار مقتبس من قيم ومبادئ بعيد كل البعد عن تراث هذه الأمة، الآن يقول عليه الصلاة والسلام يطمئن الورعين:
((إنك لن تدع شيئاً ـ لن لتأبيد النفي ـ لن تدع شيئاً اتقاء لله عز وجل إلا أعطاك الله خير منه))
[ رواه أحمد عن قتادة وأبي الدهماء عن رجل من البادية ]
وأنا أذكر دائماً أنه ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خير منه في دينه ودنياه.
((إنك لن تدع شيئاً اتقاء لله عز وجل إلا أعطاك الله خير منه))
ويقول عليه الصلاة والسلام:
((أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث وحسن خليقة، وعفة في طعمة))
[ رواه أحمد والطبراني وعن عبد الله بن عمرو وإسنادهما حسن ]
العفة من الورع، ويقول عليه الصلاة والسلام:
((إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين))
[ رواه مسلم عن أبي هريرة ]
هناك مقولة شائعة بين الناس: كلما طلبت من إنسان أن يكون مستقيماً، قال لك: أنا لست نبياً، ومن قال لك إنك نبي، لكنك مؤمن، وأنت مأمور أن تفعل ما يفعله الأنبياء ، إذا أمرنا الممرض أن يعقم الإبرة هل صار طبيبًا جراحًا ؟! لكن تعقيم الإبرة مكلف به أعلى طبيب في الأرض، وأقل ممرض في الأرض، وليس المعنى إذا طالبنا أن يعقم هذه الحاجة ارتقى إلى مستوى طبيب جراح، لا، يبقى ممرضًا، فإذا كلفك الله عز وجل أن تستقيم ما معنى أنك نبي، لست نبيًا، ولا واحدًا بالمليار، من آخر مؤمن، لكنك مكلف أن تطيع الله عز وجل.
للتقريب: لو أن أعظم إنسان في الأرض، عنده مستودع للوقود السائل، هل يمكن أن يكون هذا المستودع غير محكم مستحيل ؟ وأفقر إنسان على وجه الأرض عنده مستودع للوقود السائل هل يقبل أن يكون هذا المستودع غير محكم ؟ الإحكام قضية حدية لكل الناس، أما البذل والعطاء بحسب الوسع وبحسب الإخلاص والإيمان، العطاء نسبي أما الاستقامة حدية.
أيها الإخوة: وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، ويقول عليه الصلاة والسلام:
((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة))
[ أخرجه أحمد في مسنده والترمذي وابن حبان في صحيحه عن الحسن ]
إذا تناول واحد منكم طعام الإفطار، اشترى طعام بماله الحال، والزوجة طبخت هذا الطعام، وجلس هو وأولاده على هذه المائدة التي اشتراها من ماله الحلال، وأكل ممكن تجد الإنسان في الأرض يأتي الشيخ، ويسأله أنا هل فعلت شيئاً، بالفطرة ما فعلت شيئاً، لكن لا تسأل عن قضية إلا وأنت شاك فيها، لمجرد أنك تسأل ففي النفس قلق، يا ترى أنا على حق، على باطل ؟ على صواب، على خطأ ؟ فأنت مجبول جبلة راقية جداً حيث إنك إذا أخطأت نفسك تنبئك أنك أخطأت، من دون إنسان آخر.
﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (
﴾
( سورة الشمس )
هذه الجبلة العالية، هذه الفطرة، الفطرة تكشف خطأك بنفسك، بل إن هذه الفطرة مركبة في الحيوان والدليل: أن القطة خطفت قطعة لحمة تأكلها بعيدة عنك، لأنها تعلم أنها أخطأت، أما إذا أطعمتها قطعة لحم تأكلها أمامك، ولا تهرب بها، هذه بفطرتها أيضاً، فأنت مجهز بطريقة عجيبة أنك تعرف خطأك بنفسك، والنبي عليه الصلاة والسلام حينما سئل عن البر، قال:
((البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس))
يقدِر بائع الحليب أن يضيف الماء إلى الحليب أمام الشاري، مستحيل ؟ لأنه يضيفه خفية عنه فالعمل غير صحيح، الحق تفعله تحت ضوء الشمس، الحق تلقيه في الإذاعة الحق لا يستحي به، ولا يخشى البحث، ولا يحتاج أن تكذب له، ولا أن تكذب عليه، ولا أن تبالغ به، ولا أن تقلل من خصومه، الحق هو الله، فالشيء الحق تقوله بملء صوتك وعلى مسمع الناس ومراهم ، وتحت ضوء الشمس، الباطل يحتاج إلى أقبية، إلى أمكنة مظلمة، يحتاج إلى مواربة، يحتاج إلى همس، أما الحق تنطق به جلي واضحاً.
أيها الإخوة: من الورع طلب الحلال، وطلب الحلال من الدين، وطلب الحلال فريضة بعد الفريضة، ملايين الطرق لكسب المال أكثرها محرمة، ولحكمة بالغة بالغة بالغة، جعل الله كسب المال الحلال صعباً، وجعل كسب المال الحلال سهلاً، الآن أربح تجارة على وجه الأرض، المخدرات، أحياناً الربح من بلد الزراعة إلى بلد الاستهلاك ألف ضعف، الكيلو ألف بمكان زراعته مكان استهلاكه مليون، ألف ضعف، فقضية كسب المال الحرام قضية سهلة جداً، الآن امرأة تعمل ثماني ساعات ما تأخذه العاهرة في دقائق، فالحلال شاءت حكمة الله أن يكون صعباً امتحاناً للبشر، تصور لو أن الحلال سهل والحرام صعب، لأقبل الكفار على الحلال، ما عاد في جنة التغت الجنة، لكن الله جعل الحلال صعباً، والحرام سهل، غض بصر تأخذ خمس ملايين، إذا كنت بمكان حساس، غض بصره فقط، مستودع تجاهله هذه خمسة ملايين، في بضاعة خمسمئة مليون لأنه، إذا تعمل مشكلة تبيعه كل شيء يملكه، بس غض البصر تأخذ خمس ملايين، فطلب الحلال واجب على كل مسلم، يقول عليه الصلاة والسلام:
((اتق المحارم تكن أعبد الناس))
[ أخرجه أحمد في مسنده والترمذي والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة ]
يعني قيام ليل، وصيام أثنين وخميس، وصلاة الضحى، والأوابين، والقيام والتلاوة، والحفظ، ومن لم يقرأ خمس ينسى، لو أنك ورع وتترك المال الحرام تكون أفضل العابدين، لذلك قال بعض العلماء: "ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام".
دانق من حرام، لأنك إذا كسبت المال الحرام هذا المال الحرام حجاب بينك وبين الله.
((اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس))
هذه زوجتك، دائماً ناقم على سوء اختياره لهذه الزوجة، هذه زوجتك الله أكرمك بها.
((وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب))
لكن الورع الذي يرتقي إلى مستوى الواجب، لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به، حذراً مما به بأس
هذا من أقوال النبي، فما من أفعاله في الورع ؟ للنبي عليه الصلاة والسلام سيرة، وأحاديث، سنة قولية، وسنة عملية، وسنة إقرارية، فمن سنته العملية
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الحسن بن على رضي الله عنهما أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام:
((كخ كخ أما تعرف أنّا لا نأكل تمر الصدقة))
يعلم طفلاً صغيراً ، هذا التمر من تمر الصدقة، أما مثل الجبانة لا يرد ميتًا، كل شيء يأخذه، هيك الناس الآن، ويعد نفسه شاطراً، والمشكلة أيها الإخوة القيم تبدلت ، فالذي يأكل مالاً حرام يعد عند الناس ذكياً شاطرًا، يقول لك: دبر أموره، والفتاة المتفلة اسمها (سبور)، والإنسان الذي يأكل المال الحرام اسمه شطر، والمنافق اسمه لبق، والذي يقحم نفسه في هموم المسلمين ويبحث عن حل لها اسمه متهور، والذي يتمسك بأهداب الشريعة اسمه متزمت، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
(( كيف أنتم إذا لم تأمروا بالمعروف، ولم تنهوا عن المنكر ؟ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال: نعم والذي نفسي بيده، وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه يا رسول الله قال: كيف أنتم إذا رأيتم المعروف منكرا ورأيتم المنكر معروفا ؟ قالوا: وكائن يا رسول الله قال: نعم وأشد منه سيكون، يقول الله: بي حلفت لأتيحن لهم فتنة يصير الحليم فيها حيران))
[ أخرجه ابن أبي الدنيا عن أبي أمامة ]
تبدلت القيم، القيم كلها تبدلت من سنته العملية أيضاً أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
((إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها))
[ عن أبي هريرة رضي الله عنه ]
تمرة رآها النبي على فراشه، أمسكها ليأكلها ثم أحجب، قال لعلها من تمر الصديقة، هذا من ورع النبي عليه الصلاة والسلام.
وسيدنا الصديق حينما علم أنه شرب لبناً بمالٍ حرام تقيئه.
أيها الإخوة الكرام: الورع كما يقولون: زينة العلم الورع والحلم، وقد قال بعض العلماء: إنما أهلك الناس فضول الكلام وفضول المال، يعني مال مكتسب من شبهات.
والله زرت صديقاً لي في أحد الأعياد والده عمره ست وتسعون سنة، قال لي بالحرف الواحد: أجريت تحليلات كاملة فكانت النتائج كلها طبيعية، إنسان يجري تحليل دم، وتحليل بول بالستة والتسعين، ولا نسبة غير طبيعية !! قال لي والله ما أكلت في حياتي درهماً حراماً، وأضاف: ولا أعرف الحرام بالمعنى الآخر.
من عاش تقياً عاش قوياً، يعني هذا الشيخ السفرجلاني رحمه الله الذي بدأ بالتعليم بالثامنة عشرة، وتوفاه الله بالسادسة والتسعين، علّم تقريباً ثمانين سنة، فكان إذا رأى شاباً يقول له: أنت كنت تلميذي، وكان يا بني أبوك تلميذي، وكان جدك تلميذي.
هذا الذي تمتع بصحة لا تصدق، قامة منتصبة، بصر حاد، سمع مرهف أسنانه في فمه، وأمد الله بعمر زوجته حتى توفيت بعده، فكان إذا سئل: يا سيدي ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟ قال: يا بني حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش تقياً عاش قوياً.
يقول بعض العلماء: يكفي من الدعاء مع الورع اليسير منه، تصور دعاء محفوظًا غيباً بأعلى مستوى من اللغة، مأخوذًا عن النبي، وتدعو الله نصف ساعة، وليس هناك ورع لا ينفع، لكن إذا دعوت باللغة الدارجة ولم تحفظ ولا دعاء مأثورًا، لكن كنت مستقيمًا فهذا الذي ينفع، فالدعاء مع الورع ينفع من دون ورع لا ينفع.
ويقول بعض العلماء: لا يعجبكم كثرة صلاة المرء، ولا صيامه، ولكن انظروا إلى ورعه، فإذا كان ورعاً مع ما رزقه الله مع العبادة فهو عبد الله حقاً، إذا مع هذه العبادة الرائعة ورع جمع مجدي الخير.
يقال: الورع في الفتنة كعابدة النبيين في الرخاء، نحن مؤمنون إن شاء الله في زمن الشدة، وزمن الفتنة، وزمن الشهوات، وزمن النساء الكاسيات العاريات، وزمن الضلالات، أن يستقيم أحدنا في هذا الزمن، قال: عبادة المؤمنين في زمن الشدة كعبادة الأنبياء في زمن الرخاء.
قال بعض العلماء لغلام: ما ملاك الدين ؟ يعني ما أهم شيء في الدين ؟ قال الورع، قال فما آفته ؟ قال الطمع، ملاك الدين الورع وآفته الطمع.
وقال بعض العلماء: ما عبد العابدون بشيء أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه ، وأفضل العلم الورع والتوكل.
كملخص: الورع من أعلى مراتب الإيمان، ومن أفضل درجات الإحسان ويحقق للمؤمن راحة البال، وطمأنينة النفس، والورع كف عن الحرام وبعد عما لا ينبغي والورع إشاعته في المجتمع يجعله مجتمعاً صالحاً نظيفاً، والورع يحبه الله عز وجل ويحبه من خلقه، الورع يستجاب دعاءه.
والحمد لله رب العالمين