يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس
كل مائة سنة من يجدد لها دينها) (1)، وهنا يتبادر إلى الذهن تساؤل عمن يجدد
لهذه الأمة دينها في هذا الوقت العصيب؟، وما صفات هذا المجدد وسماته
وشروطه؟، ونقصد بالقائم على عملية التجديد المسلم الفقيه المجتهد في تخصص
معين..كلٌّ يجدد في مجال تخصصه بحسب القدرات والملكات التي رزقه الله
إياها.."، والمجدد صفة يطلقها العلماء على من قام بإصلاح شأن من شؤون
الأمة.
والمجدد من يعرف غاية الإسلام، ويضحي من أجلها بنفسه ونفيسه لا يغتر
بمنصب ولا جاه، ولا ينخدع ببريق الذهب و الفضة، لا يخاف في الله لومة لائم،
ولا يلتفت إلى قدح قادح، بل تكون همته الأسمى تطهير الدين مما علق به من
الخرافات و البدع، ويسعى في نشره طاهراً نقياً كما أنزل.. وربما تعدد
المجددون في قرن واحد، وفي إقليم واحد. (2).
ونرى أن شروط القائم بالتجديد هي مجموع الشروط التي وردت في الكتاب
والسنة وهدي سلف الأمة في شروط الدعاة والمصلحين والمجتهدين ومن ثم
المجددين. وتنقسم إلى:
أولاً: الشروط الإيمانية العقدية.
ثانياً: الشروط العلمية التخصصية.
ثالثاً: الشروط الأخلاقية السلوكية.
الشروط الإيمانية العقدية
وتفصيلها
الشروط الإيمانية العقدية
وتفصيلها
1 أن يكون مسلماً عاقلاً بالغاً، صحيح الإسلام
2 أن يؤمن بأركان الإيمان الستة: الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم
الآخر والقدر خيره وشره.
3 أن يؤدي الفرائض والأركان والواجبات التي أمر الله بها.
4 أن يؤمن بكل ما ورد من نصوص الشارع الحكيم، ما دامت قطعية الثبوت.
5 أن يؤمن بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان ومجال ولكل جنس وعرق.
6 أن يؤمن بشمولية الإسلام لكل مجالات الحياة: الاقتصادية والاجتماعية
والسياسية والثقافية والتربوية... إلخ.
7 أن يؤمن بحاكمية الشرع الحنيف.
8 أن يكون متحلياً بالتقوى والورع والنية الخالصة لله تبارك وتعالى.
9 أن يتصف بروح الثقة في موعود الله ونصره ومدده، ويعتقد أن المستقبل
للإسلام......