منتدى د.تامر عبدالقادر الأخضر
منتدى الاستاذ/تامر الاخضرللثقافة الدينية والعامة يرحب بالسادة الزوار الجدد بالمنتدى
منتدى عام وشامل
منتدى د.تامر عبدالقادر الأخضر
منتدى الاستاذ/تامر الاخضرللثقافة الدينية والعامة يرحب بالسادة الزوار الجدد بالمنتدى
منتدى عام وشامل
منتدى د.تامر عبدالقادر الأخضر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى د.تامر عبدالقادر الأخضر


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
احفظ الخمس قواعد هذه (1) من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه (2) كن لله كما يريد يكن لك فوق ما تريد (3) وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم (4) كن بما فى يد الله أوثق بما فى يدك (5) من جعل همه هو الله كفاه الله هم كل شىء
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى تامر عبد القادر الاخضر تمهيدى ماجستير بلاغة على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى د.تامر عبدالقادر الأخضر على موقع حفض الصفحات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د.تامر عبدالقادر الأخضر - 1119
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
رضا ابو عبدة - 108
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
الحريف - 74
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
amina - 68
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
راجيه رضى الله - 57
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
الاء محمود - 38
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
يس - 29
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
ابو تريكة 22 - 16
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
مححد عبد العزيز دكتور ج - 16
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
ابنة عائشة - 14
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 فاتحي مواضيع
د.تامر عبدالقادر الأخضر
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
الحريف
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
amina
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
راجيه رضى الله
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
يس
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
الاء محمود
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
yasien ronaldo
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
مححد عبد العزيز دكتور ج
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
ابو تريكة 22
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
yasien elshaer
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_rcapمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Voting_barمن الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Vote_lcap 
المواضيع الأكثر نشاطاً
هيا بنا نحفظ الاربعين النووية
التراث البلاغى والنقدى
سووف ابدأ بتعريف نفسى وارجو من سيادتكم عمل ذلك لبدء التعارف
رجاء لمدير المنتدى
"" قصيدة في غض البصر ""
قصيده بعنوان صرخت فتاه
معلومات عن الحب
لماذا نصوم عاشوراء
صوره وكلمه
أضرار طرقعت الأصابع
المواضيع الأكثر شعبية
قصيده فى وصف الطبيعه ل ابو القاسم الشابى
معلومات عن الكمبيوتر فى هل تعلم
هل تعلم ان للعلم وتعلمه وتعليمه فضل كبير ومنه
صور دعاء بك استجير يا ربى
هل تعلم ان للصداقه فوائد مهمه لكل فرد وللمجتمع بصفه عامه وان لها ايجابيات وسلبيات
الابتسامه فى وجه اخيك المسلم صدقه
ماذا تعلم عن اخلاق النبى داخل بيته ومع زوجاته وعن عاداته
فضل اسماء الله الحسنى في الشفاء
كلمات جميله ما اروع احساس قائلها
رسائل موبا يل محترمه وظريفه للشباب هههههههه
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 200 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو rihab فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 1587 مساهمة في هذا المنتدى في 1370 موضوع
المواضيع الأخيرة
» **** ( اتهام الناس بالباطل يامسلمون يابشر هل رايت هل سمعت على ماذا تشهد وماذا تقول )*****
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Emptyالجمعة فبراير 07, 2014 6:06 am من طرف د.تامر عبدالقادر الأخضر

» حلم شاب مصرى
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Emptyالجمعة فبراير 07, 2014 6:01 am من طرف د.تامر عبدالقادر الأخضر

» ........(اعتراف).................
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Emptyالجمعة فبراير 07, 2014 6:00 am من طرف د.تامر عبدالقادر الأخضر

» ***** ( نقدم العزاء لكل مصر ى ايا كانت ديانته او وظيفته )***** 26 12 2013
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Emptyالخميس ديسمبر 26, 2013 3:55 am من طرف د.تامر عبدالقادر الأخضر

» كلمه حق من اجل كل قطره دم تسقط من انسان مسلم او نصرانى بغير حق الله اتعلمون ما حرمه هذا الدم وما هو حق الله
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Emptyالسبت يوليو 20, 2013 6:58 pm من طرف د.تامر عبدالقادر الأخضر

» الزواح فى الاسلام ..مودة ورحمة
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Emptyالجمعة أبريل 26, 2013 9:13 am من طرف د.تامر عبدالقادر الأخضر

» سأله : أيهما أنظف؟ قدمي أم وجهك؟
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Emptyالجمعة أبريل 26, 2013 9:08 am من طرف د.تامر عبدالقادر الأخضر

» هل تعلم أنك تموت في اليوم عشرات المرات ؟؟؟
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Emptyالجمعة أبريل 26, 2013 9:06 am من طرف د.تامر عبدالقادر الأخضر

» ماهو الشئ الذى حرَمه النبى على نفسه ؟
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Emptyالجمعة أبريل 26, 2013 9:04 am من طرف د.تامر عبدالقادر الأخضر

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 355 بتاريخ الجمعة مايو 15, 2020 10:24 am
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
مواضيع مماثلة

 

 من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.تامر عبدالقادر الأخضر
Admin
د.تامر عبدالقادر الأخضر


عدد المساهمات : 1119
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 31/05/2010

من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Empty
مُساهمةموضوع: من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء   من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء Emptyالسبت يوليو 03, 2010 9:59 am

الفرق بين الحزن والبكاء

أولاً- الحُزْنُ في اللغة مصدر : حَزِنَ يحزَن حُزْنًا وحَزَنًا ، فهو حزين ، ويُعدَّى بالهمزة ، فيقال : أحزنته . أي : جعلته حزينًا . وأصل الحُزْن : غِلَظُ الهَمِّ ، مأخوذ من الحَزَن ، بفتحتين ، وهو ما غلُظ من الأرض ، وخشُن في النفس ، لما يحصل فيها من الهَمِّ . والفرق بينهما : أن الحَزَنَ ، بفتحتين ، يعمُّ جميع الأحزان ، وليس كذلك الحُزْنُ . ومن الفروق بينهما أيضَا :

أن الحَزَنُ ، بفتحتين ، نقيضُه : السَّهْلْ ، وهو ما لانَ من الأرض والنفس وانخفض ؛ ومنه قوله تعالى :﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ﴾(فاطر: 34) . ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :« اللهم إني أعوذ بك من الهَمِّ والحَزَن » فعطف الحَزَنَ على الهَمِّ ؛ لأنه أصله ومنشؤه . أما الحُزْنُ ، بضم فسكون ، فقيل : نقيضُه : الفَرَحُ . وقيل : بل نقيضه : السُّرورُ ، لا الفَرَحُ ؛ لأن الفَرَحَ نقيض الغَمِّ ، فإذا تكاثف الغَمُّ وضاق به الصدر ، صار كَرْبًا . ويُحْتَجُّ لذلك بأن الإنسان قد يغتم بضرر يتوهَّمُه من غير أن يكون له حقيقة ، وكذلك يفرح بما لا حقيقة له ؛ كفرح الحالم بالمنى وغيره ، ولا يجوز أن يَحزَن ويُسَرَّ بما لا حقيقة له .

والحُزْنُ ، سواء كان نقيضُه الفرح أو السرور- وإن كان الثاني هو الأصح- فإن أصلَه ومنشأَه : الهَمُّ . وقد سمِّي الحُزْنُ الذي تطول مدته حتى يُذيبَ البدنَ : هَمًّا ؛ فهو من تسمية الشيء بأصله . والهَمُّ ما يقدر المهموم على إزالته ؛ كالإفلاس مثلاً ، بخلاف الغمِّ فإنه ممَّا لا يقدر المغموم على إزالته ؛ كموت المحبوب مثلاً ، ويؤيده قوله تعالى :﴿ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾(الحج: 22) ، فإن الكافرين لم يكونوا قادرين على إزالة ما بهم من الغَمِّ الذي أصابهم نتيجة العذاب .

والحُزْنُ يكون على ما فات ؛ ولهذا قُدِّمَ عدم الخَوْفُ على عدم الحُزْن في قول الله تعالى :﴿ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾(البقرة: 38) ؛ لأن انتفاء الخَوْف فيما هو آت آكد من انتفاء الحُزْن على ما فات . ومثْلُُ الحُزْن في كونه على ما فات : الأَسَفُ ، وهو المبالغة في الحُزْن والغَضَب ؛ كقوله تعالى :﴿ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ ﴾(آل عمران: 153) . وكذلك الأَسَى ، وهو الحزن الشديد ؛ كقوله تعالى :﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾(الحديد: 23) . أي: لكيلا يلحق الحُزْنُ الشَّديدُ على ما فات من الخير ، فيحدث عنه التَّسَخُّطُ وعدمُ الرضا بالمقدور . والمراد بالفرح هنا : المؤدي إلى البطر المنهي عنه في قوله تعالى :﴿ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾(القصص: 76) ؛ فإن الحزن قد ينشأ عنه البطر ؛ ولذلك ختم سبحانه آية الحديد بقوله :﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾(الحديد: 23) . فالفرح بما ناله من حطام الدنيا يُلحِقه في نفسه الخيلاء والافتخار والتكبر على الناس ؛ فمثل هذا هو المنهي عنه . وأما الحزن على ما فات من طاعة الله تعالى ، والفرح بنعم الله والشكر عليها والتواضع ، فهو مندوب إليه .

وقال ابن عباس رضي الله عنهما :« ليس أحد إلا يحزن ويفرح ؛ ولكن من أصابته مصيبة فجعلها صبرًا ، ومن أصاب خيرًا جعله شكرًا » . يعني : هو المحمود . وقال الزمخشري :« فإن قلت : فلا أحد يملك نفسه عند مضرة تنزل به ، ولا عند منفعة ينالها أن لا يحزن ولا يفرح . قلت : المراد : الحزن المخرج إلى ما يذهل صاحبه عن الصبر ، والتسليم لأمر الله تعالى ، ورجاء ثواب الصابرين ، والفرح المطغي الملهي عن الشكر . فأما الحزن الذي لا يكاد الإنسان يخلو منه مع الاستسلام والسرور بنعمة الله والاعتداد بها مع الشكر ، فلا بأس به » .

والحُزْنُ مُستكِنٌّ في القلب ، فإن ظهر أئره على الوجه سمِّي : كآبةً ، ومن ثَمَّ يقال : عليه كآبة ، ولا يقال عليه حزن ؛ لأن الحُزْنَ لا يرى ، ولكن تظهر دلالاته على الوجه ، وتلك الدلالات تسمى : كآبة . وخلافه في ذلك : البَثُّ الذي لا ينكتم في الصدر . وقد جمع الله تعالى بينهما في قول يعقوب عليه السلام ، فقال :﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ ﴾(يوسف: 86) ، فعطف البَثَّ على الحُزْنِ ، لما بينهما من الفرق في المعنى . فإن بلغ الحُزْنُ من الإنسان مبلغًا بحيث يصرفه عمَّا هو بصدده ويقطعه عنه ، سمِّيَ : جَزَعًا . قال تعالى :﴿ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ﴾(إبراهيم: 21) ، فالجزع أبلغ من الحزن ، فإن الحزن عام ، والجزع هو حزن خاص .

وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا ﴾(آل عمران: 13) ، ﴿ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾(الحجر: 88) فليس بنهي عن تحصيل الحزن ، فالحزن ليس يحصل بالاختيار ؛ ولكن النهي في الحقيقة إنما هو عن تعاطي ما يورث الحزن واكتسابه ، وإلى معنى ذلك أشار الشاعر بقوله :

منْ سَرَّهُ أنْ لا يَرَى مَا يَسُوءُهُ *** فَلا يَتَّخِذُ شَيئًا يُبالِي لهُ فَقْدا

وأيضًا ، يجب للإنسان أن يتصور ما جبلت عليه الدنيا ، حتى إذا ما بغتته نائبة ، لم يكترث بها ، لمعرفته إياها ، ويجب عليه أن يروِّض نفسه على تحمل صغار النُّوَب ، حتى يتوصل بها إلى تحمل كبارها .

ثانيًا- البُكَاءُ والبُكَا ، بالمدِّ والقصْر ، مصدر : بكى يبكي بُكَاءً ، وبُكًا ، فهو باكٍ ، ويجمع باكٍ على : بَاكُين ، وبُكِيٍّ . قال الله تعالى :﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ﴾(مريم: 58) . وبكى ، يقال في الحُزْن ، وإسالة الدمع معًا ، ويقال في كل واحد منهما منفردًا عن الآخر . وقول الله سبحانه ﴿ فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً ﴾(التوبة: 82) إشارة إلى الفرح والتَّرَح ، وإن لم يكن مع الضحك قهقهة ، ولا مع البكاء إسالة دمع .

والبُكَاءُ ، بالمد ، يقال ، إذا كان الصوت أغلب ؛ كالرُّغاء والثُّغَاء ، وسائر الأبنية الموضوعة للصوت . أما البُكَا ، بالقصر ، فيقال ، إذا كان الحزن أغلب . وقال ابن قيِّم الجوزيَّة :« وما كان من ذلك دمعًا بلا صوت فهو بُكًا مقصور ، وما كان معه صوت فهو بُكَاءٌ ممدودٌ على بناء الأصوات . قال الشاعر :

بكت عيني وحُقّ لها بُكَاهَا *** وما يغني البُكَاءُ ولا العَويلُ

ومثله قول الآخر :

همْ علَّموني البُكَا ما كنتُ أعرِفه *** يا لَيتَهمْ علَّموني كيفَ أبتسِمُ

وقال كٌثَيِّرُ عَزَّةَ :

وما كُنْتُ أَدْرِى قَبْلَ عَزَّةَ ما البُكَا ... ولا مُوجِعاتِ الحُزْنِ حَتَّى تَوَلَّتِ

ومن المعلوم أن البُكَاءَ أحيانًا لا يكون دليلاً على صدق حال الباكي ، أو مقاله ، بدليل قول الله سبحانه في إخوة يوسف عليه السلام :﴿ وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ ﴾(يوسف: 16) .

وما كان من البُكَاءِ مُستدْعىً مُتكلفًا ، فهو التَّبَاكِي ، وهو نوعان : محمود ، ومذموم . فالمحمود : أن يُستجلَب لرقة القلب ولخشية الله ، لا للرِّياء والسُّمْعة . والمذموم : أن يُجتلَب لأجل الخُلُق . وقد قال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقد رآه يبكي هو وأبو بكر ، في شأن أسارى بدر : أخبرني ، ما يبكيك يا رسول الله ؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ، ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم . وقد قال بعض السلف : ابكوا من خشية الله ، فإن لم تبكوا فتباكوا » . ورُوِيَ عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :« اقرؤوا القرآن وابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا ، ليس منا من لم يتغن بالقرآن » .

ومن الاستعارات اللطيفة قوله تعالى :﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ﴾(الدخان: 29) ، تحقيرًا لأمرهم ، وأنه لم يتغير عن هلاكهم شيء . ويقال في التعظيم : بكت عليه السماء والأرض ، وبكته الريح ، والنجوم ، والليل والنهار .

قال الكُمَيْتُ :

لَوْ بَكَتْ هذهِ السَّمَاءُ على قَوْ *** مٍ كِرَامٍ بَكَتْ علَيْنَا السَّمَاءُ

وقال جرير :

فالشَّمسُ طالعةٌ ليستْ بكَاسِفةٍ *** تَبْكِي عليكَ نجومُ الليلِ والقَمَرَا

ثالثًا- والبُكَاءُ أنواع ، حصرها ابن قيِّم الجوزيَّة في كتابه ( زاد المعاد ) في عشرة أنواع :

أحدها : بكاء الرحمة والرقة . والثاني : بكاء الخوف والخشية . والثالث : بكاء المحبة والشوق . والرابع : بكاء الفرح والسرور . والخامس : بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله . والسادس : بكاء الحزن . والسابع : بكاء الخور والضعف . والثامن : بكاء النفاق ، وهو أن تدمع العين ، والقلب قاسٍ . والتاسع : البكاء المستعار والمستأجر عليه ؛ كبكاء النائحة بالأجرة ، فإنها- كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه-« تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها » . والعاشر : بكاء الموافقة ، وهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر ورَد عليهم ، فيبكي معهم ، ولا يدري لأي شيء يبكون ؛ ولكن يراهم يبكون ، فيبكي .

وفي الفرق بين ( بكاء الحزن ، وبكاء الخوف ) ، وبين ( بكاء الفرح والسرور ، وبكاء الحزن ) قال ابن القيِّم :« والفرق بينه ، وبين بكاء الخوف : أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب ، وبكاء الخوف يكون لما يُتَوَقَّع في المستقبل من ذلك .. والفرق بين بكاء السرور والفرح ، وبكاء الحزن : أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ، ودمعة الحزن حارة والقلب حزين ؛ ولهذا يقال لما يُفرَح به : هو قُرَّةُ عَيْنٍ ، وأقرَّ الله به عينه . ولما يُحزِن : هو سَخينةُ العين ، وأسخن الله عينه به » .

وفي بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن قيِّم الجوزيَّة :« وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه ، لم يكن بشهيق ورفع صوت ، كما لم يكن ضحكه بقهقهة ؛ ولكن كانت تدمع عيناه حتى تُهْمَلا ، ويُسْمَع لصدره أزيز . وكان بكاؤه تارة رحمة للميت ، وتارة خوفًا على أمته وشفقة عليها ، وتارة من خشية الله ، وتارة عند سماع القرآن ، وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحِب للخوف والخشية . ولما مات ابنه إبراهيم دَمُعَت عيناه ، وبكى رحمة له ، وقال : تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون . وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض ، وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة ( النساء ) ، وانتهى فيها إلى قوله تعالى :﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾(النساء: 41) . وبكى لما مات عثمان بن مظعون ، وبكى لما كَسَفَت الشمس وصلى صلاة الكسوف ، وجعل يبكي في صلاته ، وجعل ينفخ ويقول : ربِّ ! ألم تعدني ألا تعذبهم ، وأنا فيهم ، وهم يستغفرون ، ونحن نستغفرك . وكان يبكي أحيانًا في صلاة الليل » .

وروى الشيخان عن ابن مسعود- رضي الله عنه – أنه قال :« قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : اقْرأْ عليَّ القرآنَ . قلت : يا رسولَ الله ! أقرأ عليك ، وعليك أُنْزِلَ ؟ قال : إِني أحبُّ أن أسمعه من غيري . فقرأت عليه سورة النساء ، حتى جئت إلى هذه الآية :﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾(النساء: 41) ، قال حَسْبُكَ الآن ، فالتفتُّ إليه ، فإذا عيناه تَذْرِفانِ » .

قال ابن بطال :« وإنما بكى صلى الله عليه وسلم عند هذا ؛ لأنه مثل لنفسه أهوال يوم القيامة ، وشدة الحال الداعية له إلى شهادته لأمته بتصديقه ، والإيمان به ، وسؤاله الشفاعة لهم ؛ ليريحهم من طول الموقف وأهواله ، وهذا أمر يحق له طول البكاء والحزن » .

وروى أحمد في مسنده عن عبد الله بن الشِّخِّير ، قال :« أتيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يصلي ، ولجوْفه أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المِرْجَل من البكاءِ » .

وعن عبيد بن عمير أنه قال لعائشة رضي الله عنها :« أخبرينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فسكتت ، ثم قالت : لما كانت ليلة من الليالي قال : يا عائشة ! ذريني ، أتعبد الليلة لربي . قلت : والله ، إني أحب قربك ، وأحب ما يسرك . قالت : فقام فتطهر ، ثم قام يصلي . قالت : فلم يزل يبكي ، حتى بلَّ حِجره . قالت : وكان جالسًا ، فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بلَّ لحيته . قالت : ثم بكى حتى بلَّ الأرض ، فجاء بلالٌ يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ! تبكي ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبدًا شكورا ؟ لقد أنزلت علي الليلة آية ، وَيْلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها ! ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ .. ﴾ الآية » . رواه ابن حبان وغيره ، وصححه الشيخ الألباني .

رابعًا- وقد يعبر عن البكاء بالحزن ؛ لأنه أصله ومنشؤه ؛ ومن ذلك ما حكاه الله عز وجل من قول يعقوب عليه السلام :﴿ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾(يوسف: 84) ، فعلَّل ابيضاض العينين بالحُزْن ؛ وإنما هو من البكاء المتوالي ، وهو ثمرة الحزن ، فعلَّلَ بالأصل الذي نشأ منه البكاءُ وهو الحُزْنُ ؛ ونحو ذلك قوله تعالى :﴿ تََوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً ﴾(التوبة: 92) .

فما حدث ليعقوب عليه السلام من ابيضاض عينيه ، فقد كان بسبب إفراطه في البكاء المتتالي نتيجة حزنه الشديد على يوسف ، والذي عبَّر عنه في البداية بقوله :﴿ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ﴾ ، ثم عقَّب تعالى على ذلك بقوله :﴿ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ . أي : شديد الكظم لحزنه ، فلم يَشْكُ ما به إلى أحد ؛ وإنما كان يكتمه في نفسه ، ويمسك همه في صدره ، وكان يرسل العبرات المتتالية من عينيه دون انقطاع حتى ابيضت عيناه ، وحصل له العمى التام . وقد روي : أنه ما جفت عيناه من فراق يوسف إلى لقائه ، وأن وَجْدَه عليه وَجْدُ سبعين ثكلى ، وأجرَه أجرُ مائة شهيد .

فابيضاض عينيه- عليه السلام- كان بسبب بكائه الدائم ، نتيجة حزنه الشديد . وقد يكون في بكائه الدائم الذي أفقده بصره إنقاذٌ لحياته من الهلاك ؛ ولهذا كان أولاده يقولون له :﴿ تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ﴾ ، فكان جوابه لهم :﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾ . والبث أشدُّ الحزن ، سمِّيَ بذلك ؛ لأنه من صعوبته لا يطيق الإنسان حمله ، فيبثه . والبثُّ هو النشر مع التفريق .

وفي المستدرك على الصحيحين ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال :« كان ليعقوب أخ مؤاخيًا ، فقال له : ما الذي أذهب بصرك وقوس ظهرك ؟ فقال : الذي أذهب بصري ( البُكاءُ ) على يوسف ، وقوس ظهري ( الحزن ) على بنيامين ... » .. الحديث .

وذكر الفخر الرازي في تأويل الآية السابقة وجهين :

الوجه الأول : أنه لما قال :﴿ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ﴾ ، غلبه البكاء . وعند غلبة البكاء يكثر الماء في العين ، فتصير العين كأنها ابيضت من بياض ذلك الماء . وقوله :﴿ وابيضت عَيْنَاهُ مِنَ الحزن ﴾ كناية عن غلبة البكاء . والدليل على صحة هذا القول أن تأثير الحزن في غلبة البكاء ، لا في حصول العمى . فلو حملنا الابيضاض على غلبة البكاء ، كان هذا التعليل حسنًا . ولو حملناه على العمى لم يحسن هذا التعليل . فكان ما ذكرناه أولى . وهذا التفسير مع الدليل رواه الواحدي في « البسيط » ، عن ابن عباس رضي الله عنهما .

والوجه الثاني : أن المراد هو العمى ، والقائلون بهذا التأويل قالوا : الحزن الدائم يوجب البكاء الدائم ، وهو يوجب العمى ، فالحزن كان سببًا للعمى بهذه الواسطة ، وإنما كان البكاء الدائم يوجب العمى ؛ لأنه يورث كدورة في سوداء العين . ومنهم من قال : ما عمي ؛ لكنه صار بحيث يدرك إدراكًا ضعيفًا . قيل : ما جفت عينا يعقوب من وقت فراق يوسف عليه السلام إلى حين لقائه ، وتلك المدة ثمانون عامًا .

لاحظ قوله في الوجه الأول Sad تأثير الحزن في غلبة البكاء ، لا في حصول العمى ) ، ثم قوله في الوجه الثاني Sad الحزن الدائم يوجب البكاء الدائم ، وهو يوجب العمى ، فالحزن كان سببًا للعمى بهذه الواسطة ) .

وابيضاض العينين من الحزن هو ما يعرف اليوم باسم الماء الأبيض ، أو ( الكاتاراكت ) ، وهو عبارة عن عتامة تحدث لعدسة العين ، تمنع دخول الضوء جزئيًّا أو كليًّا ، حسب درجة العتامة , وقد تحدث بسبب الحزن الشديد المصحوب بالبكاء ، أو لكبر السن .

والسؤال هنا : لماذا كان الحزن سببًا للعمى بوساطة البكاء ؟ يجيب عن ذلك العالم المصري الدكتور عبد الباسط محمد سيد ، الباحث بالمركز القومي للبحوث التابع لوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا بجمهورية مصر العربية ، فيقول :« هناك علاقة بين الحزن والإصابة بالمياه البيضاء ، حيث أن الحزن يسبب زيادة هرمون ( الأدرينالين ) ، وهو يعتبر مضاد لهرمون ( الأنسولين ) ، وبالتالي فإن الحزن الشديد ، أو الفرح الشديد يسبب زيادة مستمرة في هرمون ( الأدرينالين ) الذي يسبب بدوره زيادة ( سكر الدم ) , وهو أحد مسببات العتامة .. هذا بالإضافة إلى تزامن الحزن مع البكاء ».

نخلص من ذلك إلى القول بأن ( الحزن الشديد ) كان سببًا في ابيضاض العينين ، وأن ( البكاء الدائم ) نتيجة الحزن كان سببًا في حصول العمى التام . ولو كان البكاء في هذه الحالة علاجًا ، لكان سببًا في إزالة ابيضاض العينين ، ولما كان لقميص يوسف عليه السلام دور في رد بصر أبيه إليه ﴿ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا ﴾(يوسف: 93) . ولعلنا ندرك الآن سِرَّ التعبير البياني هنا بلفظ ( الحزن ) بدلاً من لفظ ( البكاء ) .

وشبيه بما حدث ليعقوب- عليه السلام- ما حدث للخنساء في جاهليتها ، حين فقدت بصرها من كثرة بكائها حزنًا على أخيها صخر ، وكانت تقول مخاطبة عينيها :

أعيني جودا، ولا تجمُـدا *** ألا تبكيان لصخر الندى

ألا تبكيان الجري الجميل *** ألا تبكيان الفتى السـيدا

وكانت تعلل نفسها بكثرة الباكين من حولها ، وتقول :

فلولا كثرة الباكين حــولي *** على إخوانهم لقتلت نفسي

وما يبكون مثل أخي ولكـن *** أعزي النفس عنه بالتأسي

هذا ، وقد تمكن العالم المصري الدكتور عبد الباسط محمد سيد من تصنيع قطرة عيون لمعالجة المياه البيضاء ، استلهمها من قوله الله عز وجل على لسان يوسف عليه السلام :﴿ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا ﴾(يوسف: 93) ، حيث تشير الآية إلى أن عرق الإنسان فيه من المركبات الكيميائية ما يمكن من شفاء عتامة عدسة العين ( المياه البيضاء ) , وهو ما توصل إليه الأستاذ الدكتور عبد الباسط محمد سيد بعد أن قام بنقع عدد من العدسات المعتمة ( التي تم استخراجها من عيون عدد من المرضى بعمليات جراحية ) في عرق الإنسان ، فوجد أنها تحدث حالة من الشفافية التدريجية لتلك العدسات , ووجد أن العامل المؤثر في ذلك هو أحد المركبات الكيميائية لعرق الإنسان , واسمه العلمي ( الجواندين ) , وأمكن تحضير هذا المركب مختبريا , وإنتاج قطرة منه حصل بها على براءة اختراع أوروبية ، وأخري أمريكية في العامين ( 1991 ) م ، و( 1993 ) م .

خامسًا- وبعد فالبُكَاءُ حالة يتميز بها البشر دون سائر المخلوقات ، وهو فعل غريزي لا يملك الإنسان دفعه غالبًا ، وهو من فعل الرب جل وعلا ، بدليل قوله :﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ﴾(النجم: 43) . جاء في تفسير القرطبي عن عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت :« مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قوم من أصحابه ، وهم يضحكون ، فقال : لو تعلمون ما أعلم ، لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيرًا ، فنزل عليه جبريل ، فقال : يا محمد ! إن الله يقول لك :﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ﴾(النجم: 43) . فرجع إليهم فقال : ما خطوت أربعين خطوة حتى أتاني جبريل ، فقال : إِيتِ هؤلاء ، فقل لهم : إن الله تعالى يقول :﴿ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ﴾ . أي : قضى أسباب الضحك ، والبكاء .. وقال عطاء ابن أبي مسلم : يعني : أفرحَ وأحزنَ ؛ لان الفرح يجلب الضحك ، والحزن يجلب البكاء » . فالبكاء على هذا مباح ؛ ولكن بشرط ألا يصحبه ما يدلُّ على التسخُّط من قضاء الله وقدره ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :« إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ بدمعِ العينِ ، ولا بحزنِ القلبِ ؛ ولكن يُعَذِّبُ بهذا- وأشار إلى لسانه- أو يَرْحَمُ » .

ويمثل قول الله عز وجل :﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ﴾(النجم: 43) قمة الإعجاز . ووجه الإعجاز فيه أنه أسند الإضحاك والإبكاء إلى الله عز وجل ، وقد جاء ذلك في مقدمة الأفعال والصفات التي لا تنبغي إلا له سبحانه ، وليس للإنسان فيها حول ولا طول :﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى * وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى * وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى * وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى * وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى * وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى * فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى ﴾(النجم: 43) .

والأدلة من القرآن والسنة والعلم على ذلك كثيرة ، نذكر منها قوله تعالى :

﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ﴾(مريم: 58) .

﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾(الإسراء: 109) .

فالبكاء في هاتين الآيتين هو ( بكاء خوف وخشية ) ، وجه الإعجاز فيهما : أن البكاء من خشية الله عند تلاوة القرآن يمثل طريقة رائعة لعلاج النفس الإنسانية من أمراضها ؛ لأنه يزيد المؤمن خشوعًا وخوفًا من الله ، ويُنسيه همومه وأحزانه ؛ لأن من يتأثر بكلام الله ويتصور أهوال القيامة ويتذكر عظمة الخالق تبارك وتعالى ، تتضاءل أمامه المشاكل والهموم مهما كان حجمها أو نوعها ، وبالتالي ينسى ما هو فيه من هم وغم وكرب ، ويزول عنه ما هو فيه من توتر نفسي . وهذه أول خطوة على طريق العلاج الناجع لأي مشكلة من مشاكل النفس الإنسانية .

والحقيقة العلمية المرتبطة ببكاء الخشية : إن ما ذكر من وجه الإعجاز في هاتين الآيتين أكده علماء النفس والبرمجة اللغوية العصبية ، وأثبتوا أثره الفعال في حل المشاكل والمصاعب والتخلص من هموم النفس وما يصحب ذلك من أمراض نفسية .

ولذلك فإن الله تعالى ذكر البكاء في أكثر من موضع في كتابه المجيد ، وجعله وسيلة للتقرب منه سبحانه ، ومؤشرًا على صدق المؤمن في خشيته من خالقه جل جلاله . يقول تعالى :﴿ أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ * فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ﴾(النجم: 59- 62) . ففي هذا النص القرآني حضٌّ على البكاء من خشية الله عز وجل ، والابتعاد عن اللهو ، وأمر بالتعبد لله جل وعلا بالسجود وتلاوة القرآن . ولعلنا الآن نفهم السر في بكاء النبي صلى الله عليه وسلم في مواقف كثيرة ، وفي مقدمتها عند سماعه القرآن الكريم ، وفي قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي تقدم ذكره :« اقرؤوا القرآن وابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا ، ليس منا من لم يتغن بالقرآن » .

نسأله سبحانه أن يجعلنا من عباده الذين ﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ﴾ ، وأن يجعل بكاءنا شفاء لما في الأنفس والصدور ، ووسيلة للقرب منه سبحانه ، والحمد لله رب العالمين .

بقلم : محمد إسماعيل عتوك



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tamergreen.ahlamountada.com
 
من الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها ا لفرق بين الحزن والبكاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من اسرار الاعجاز البيانى فى القران التفرقه اللغويه ومنها التفرقه بين المراه والزوجه
» اسئله متعلقه بالاعجاز البيانى فى القران
» من الاعجاز البيانى فى سوره الاحزاب فى قول الله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا عليه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى د.تامر عبدالقادر الأخضر :: اعجاز القران العلمى وابيان البلاغى فيه وكتب التراث العربى البلاغيه والنقديه-
انتقل الى: